بين المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي والواقع الافتراضي وغيرها مشاوير فلس وإفلاس..تتقاطع معها بين الحين والآخر خروج «الفاشة» الحرباء في مجموعات تغير الوانها للانتباه لكنها بأحاسيس متبلدة وجهل وخواء وقلة حياء.

المجتمع اليوم بحاجة ماسة إلى مقاطعة المشا..وير والفاشات بسبب تراكمات الكذب والمبالغة وخسارة اوقات ثمينة والقلق داخل البيوت إلى جانب انعدام الفائدة.

وفي تراثنا العربي الأصيل «أن شخصًا دخل مجلس قوم وهو يرتدي أحسن الثياب.. وعندما تحدث سقط من عيون الناس


لأنه لم يحسن الكلام. فقال صاحب المنزل. يا هذا إما أن تتحدث على مستوى لباسك أو تلبس على مستوى كلامك».

وهذا بالضبط الذي يعانيه الناس من مشا..وير اليوم ضعف المحتوى والمضمون.

السؤال الذي يبرز إلى الأذهان هل تصنع المشا..وير القدوة الحسنة في الإبداع والعلم والثقافة وان يكون الوطن في نبضًا في القلوب؟

إذا لم تكن كذلك والا بقيت ملوثة للعقول ومفسدة للذوق.

بالمناسبة لسنا بحاجة الآن إلى مشاوير والمجتمع بدأ يستوعب الآثار السلبية لهذه الظاهرة.

والمواطنون بحمد الله يجدون هنا وهناك دروبًا سليمة وطرقًا حديثة وكثيرة هيأتها حكومتنا أيدها الله دينية واجتماعية واقتصادية وترفيهية سيسيرون عليها بحول الله.

ولن يلتفتوا إلى تقرحات وبثور وسائل التواصل.

ويرى أطباء الصحة النفسية ضرورة عرض المشاوير

على المصحات النفسية لأن الاستمرار في تلك الممرات الموحشة يسبب الانفصام أو الاضطراب الوجداني والاكتئاب والوسواس القهري.. وغيرها من أمراض العصر.

وتكاد تكون الفاشات والمشاوير منتهية الصلاحية لا طعم ولا لفائدة للمجتمع.

وخطر في بالي احد المفكرين منذ نصف قرن كتب وكأنه يحذر من المشاوير بقوله «مثل حرث الجمل ما يخطه المحراث يطمره الخف».

وإذا كان هدف المشاوير جلب المال فلم أجد أفضل من قول أهلنا الأولين رحمهم الله حين يطلقون على من يأكل ولا يشبع ولا يعنيه من حوله «بالمشهوب».

وفي قواميس اللغة مشاهيب جمع مشهوب وهو العود الذي في رأسه نار لا يشبع منها يبقى فترة قصيرة من الزمن يضيئ ويكون له اهتمامًا في نفوس من حوله ثم لا يلبث أن يتفتت وتخبت ناره ويتحول إلى كومة رماد.

قد يعجب الناس بالمشاوير لكنهم حتمًا سيكتشفون..إن الطرق غير معبدة...خطيرة المزالق والمنعطفات مما يجعلهم يصدون عنها باقتناع.

وهذا ما أتوقعه في قادم الأيام. ودائما في كتاباتي أركز وادعو إلى الاهتمام ببلادنا الحبيبة.

والمشاركة الصادقة في البناء.. بداية من الأسرة الصغيرة في المنزل وانتهاء بمجتمعنا السعودي الكبير والأصيل.

نحن في زمن التحولات الكبرى في بلد تعاهد الجميع أن يخلصوا في القول والعمل واختصار الزمن لتأخذ هذه الأرض وإنسانها مكانها اللائق بين أوائل الأمم.