لم تعد الحياة تدريجيا كما كانت فحسب، بل عادت العيون المبتسمة، وعادت الأرواح تروي عطشها، عدنا متعطشين لكل شيء، للخروج من المنزل لنزهة، للجمعات ولقاء الأصدقاء والأحبة، للذهاب للمدارس والجامعات، للقاء المعلمين والمعلمات ولقاء الأصحاب والصاحبات، عدنا لحياتنا السابقة التي لم تكن تُناسبنا أو تعجبنا التي هي اليوم أصبحت غاية أحلامنا.

كم من نعم يعيشها الإنسان كل يوم لكن لا يكترث لها إلا حينما يفقدها، عادت الحياة حياة حينما شعرنا بفقد بعض من جوانبها ثم عاد لنا مجدداً شعرنا بقيمته، حياة البعض منا كحال المجتمع اليوم لديه الكثير من النعم لكن لا يشعر بوجودها للأسف حتى يفقدها.

لذلك تعلم أن تستمتع بكل شيء لديك وبكل شيء من حولك، فربما ما تملكه اليوم لن يكون لديك غداً، استشعر جميع نعم الله عليك، استشعر نعمة الصحة والعافية، استشعر نعمه الفراش الدافئ، استشعر نعمة الماء والطعام الذي في منزلك، استشعر نعمة حديث وضحكات أطفالك وأهلك لكي تكون عيناك دائما مبتسمة وروحك مرتوية حتى لا تضطر لأن تنتظر شيئا جميلا فقد لا يعود إليك.