أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أنه واثق من إنهاء عملياته في ليبيا في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. وقال قائد عمليات الحلف في ليبيا الجنرال الكندي شارل بوشار أمس "أنا على ثقة تامة بقدرتنا على إنهاء المهمة قبل فترة من انتهاء مهلة" الثلاثة أشهر". ومدد الحلف الأطلسي مهلة مهمته إزاء استمرار مقاومة القوات الموالية للقذافي. وكان الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسن قد أكد أول من أمس أن المقاتلات ستظل في الجو طالما أن المدنيين يواجهون خطرا، إلا أن الحلف سيواصل تقييم المهمة ويمكن أن يوقفها "في أي لحظة".
وعلى صعيد المعارك الجارية في أكثر من موقع بين الثوار وموالين لنظام القذافي، قال مصدر مطلع بالمجلس العسكري الليبي أن الثوار سيطروا على منطقة الجفرة جنوب طرابلس بالكامل، حيث طُهرت من القوات الموالية للزعيم الليبي المخلوع. وأضاف "حُررت مدن الجفرة سوكنة ودان وهون وزلة". وأكد المصدر أن "الثوار يسيطرون على مداخل ومخارج الجفرة كافة وجميع المقرات العسكرية فيها، وبينها رئاسة أركان الجيش الليبي التي كانت تتبع اللواء أبوبكر يونس أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة السابق، والقاعدة الجوية بالجفرة". وأوضح أن كتائب القذافي لم يعد لها وجود هناك وأن ثلاث كتائب من الثوار من المنطقة نفسها ومن مصراتة وأخرى من أبناء الجفرة المقيمين في طرابلس وغريان شاركت في العلمية. وفي سياق متصل قال متحدث بالمجلس الانتقالي إنه تم حُرّرت مناطق الجنوب في ليبيا كافة. وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي في طرابلس أن المجلس يتحرى تقارير عن احتمال فرار القذافي من المدينة. وأوضح: "إن قوات المجلس تسيطر الآن على سبها وإن كانت هناك جيوب مقاومة من جانب قناصة في حي المنشية بالمدينة".
وقال المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي أحمد باني إن عددا من أعضاء نظام القذافي قد فروا من مدينة سبها باتجاه النيجر بعد سقوط المدينة. وأضاف باني في مؤتمر صحفي في طرابلس أمس أن الثوار " سيطروا على سبها بالكامل مع بقاء بعض جيوب مقاومة من القناصة يقاتلون من أجل أنفسهم لا من أجل الطاغية".
وفي المقابل أعلن الثوار وقف المعارك على جبهتي شرق وغرب سرت، مبررين ذلك بنقص في الذخيرة وسعيهم إلى الحد من الخسائر المدنية. وتوقفت قوات الثوار عن القتال في بلدة سلطانة على الجبهة الشرقية في سرت التي احتلوها الاثنين الماضي بعد معارك ضارية مع رجال القذافي. وأعلن مصطفى بن درداف من الكتيبة التي تقدمت خمسة كيلومترات بعد سلطانة "نوقف القتال لمدة أسبوع لأننا نواجه نقصا في الذخيرة". وفي بني وليد وبعد أسبوع من الهجوم على هذه الواحة التي تعتبر أيضا من معاقل القذافي، لم تسجل قوات المجلس الانتقالي سوى تقدما طفيفا بينما تسقط الخسائر يوميا في صفوفها. ويعزي المقاتلون هذه الصعوبات إلى قلة التنسيق وانعدام قيادة موحدة في تلك المعركة التي تدور في الصحراء.