لا يستطيع أي كاتب منصف أن يدعي الكتابة بدقة عن عبدالله بن عبدالعزيز؛ لأنه لن يعرف بأي الحروف يبتدئ حين يفكر في الكتابة عنه، فقد أصبح هذا الاسم وحروفه رمز محبة وعدل ووطنية، يعشقه الأطفال ويجله الكبار، ويهابه الفاسدون والأعداء.
(عبدالله) اسم يرمز للصلاح والإصلاح، وكل حرف من حروفه يتجه إليه عدلا وبرا وإصلاحا. قائد يتصرف بروح الأب وضمير المؤمن وعقل الحكيم، قاد التنمية البشرية وأنجز البنى التحتية وقدم للعالم رسالة وطنه الإنسانية وعقيدة دينه التسامحية، فكان هو من يكتبنا عدلا وتنمية واستقرارا.
وعندما كنا ضباطا صغارا في الحرس الوطني في الثمانينات الميلادية كنا نتساءل لماذا يحذرنا بعض الأفراد حين يمتعض أو يتضايق من توجيه أو إجراء خاطئ، بقوله: (ترى بروح لعبدالله) وكبرنا لنكتشف أن الكبير والصغير، والغني والفقير، والسفير والوزير: جميعهم يذهبون لعبدالله، بل إن وفد الإخوة المصريين الكرام الذين خبروا عبدالله/ الباب المفتوح والقلب المفتوح جاؤوا إليه جازمين بأنهم لن يعودوا خائبين، فروح عبدالله هي التي تجذب إليه الجميع، وهي سر المحبة الموجبة التي تطير إليها الأفئدة ليحفظ لها الكرامة والتقدير والحقوق.
رسالة عبدالله بن عبدالعزيز في الملك لم تكن رسالة عادية، ولم تكن رؤيته رؤية تقليدية، ولم تكن أهدافه غير واقعية. (عبدالله) تاريخ مشرف في خدمة الدين والدولة، فهو عشق شعب وحُبُّ عرب وملجأ مسلمين وهامة تقدير وقامة احترام في مجتمعنا الدولي. هكذا كان مليكنا وسيظل، ميزان عدالة وقائد تنجذب له القلوب المخلصة إيمانا بأفعاله قبل أقواله، ليكتب هو تاريخنا الحاضر منجزا تنمويا على المستوى البشري والمادي.
وحينما تمر سبع سنوات على ذكرى بيعته في رقابنا، فإننا لا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه أن يطيل لنا في عمر خادم الحرمين الشريفين ويمتعنا بصحته وعافيته، ليبقى بابا مفتوحا ورمزا راشدا وأبا تجده همومنا وتطلعاتنا عندما تذهب إليه.