كلما عاد أستاذنا وحبيبنا/ "صالح الشيحي" ـ المرشد الأعلى لتنظيم "إخوان الشيحي" ـ وجد "الأخخخخ"/ أنا في استقباله بمشاكسةٍ غير متكلفةٍ، ولا متعوبٍ عليها! فمن "بشت الشيحي" الشهيرة، إلى الدفاع عنه إذ نقل لـ"إخوانه"/ القراء الكرام، رأي "أخوين" مواطنين يتلخص في: أن الزواج على الزوجة الأولى بعد بلوغها الخمسين ليس من "قل الخاتمة"، ولا عدم الوفاء، بل هو من باب نشر ثقافة الوعي بحقوق المرأة في "التقاعد"، وتمتعها بـ"التأمينات"!

ومهما تعددت المشاكسات، لن تجد صدر "أبي حسام" إلا شمالياً موغلاً في "الشيح"! وقد عاد أمس، عوداً لا يشبهه إلا صوت "محمود تراوري" على "الصهبة" المكية: "اشتقنالك ياحلو اشتقنا"! وكأن "أبا حسام" رأى ما أثاره "الطابع بأمر الله" من "بلبلة" ـ بَلْبَلَتْها "بلابل" جميلة من القراء والقراءات ـ بحديثه عن "الشخصنة"، رغم أنه شرحها مراراتٍ كثيراتٍ بأنها: ربط الأفكار والآراء بالأشخاص، ومعرفة "الحق بالرجال"، بدلاً من معرفة "الرجال بالحق"! فبدلاً من مناقشة فكرة "طه حسين" العظيمة بأن: "القرآن هو النص العربي الوحيد الذي لا سبيل إلى الشك فيه"؛ وبالتالي فلابد أن يكون المسلَّمة الأولى ـ بلغة الزميل/ "غينيه ديكاغت"ـ التي يمحَّص بناءً عليها تاريخنا الثقافي منذ فجر الرسالة المحمدية؛ انشغلنا بـ"شخص" طه حسين: هل هو عميل "للفرانكوفونية" أم "للأنجلو ساكسونية"؟ وفي كلا الحالين هو "علماني، ماسوني، ليبرالي، ماركسي، رأسمالي، برجوازي، بوليتاري، بنزين 91، 95، كهرباء، خطوط، اتصالات..."! بل إن البعض لم يتورع عن تعييره بآفةٍ لا ذنب له فيها، فسمَّاه: "عميَّ الأدب" بدلاً من "عميد الأدب"!

كأن "أبا حسام" رأى حوسة أخيه في هذه "الشِّخْصَنْبَلَة"؛ فأراد أن يقدم له مثالاً سهل الهضم وهو يحلف أن يقبل رأس "عادل الكلباني"! وكأنه أول من قال بجواز الغناء، ولم يسبقه أحدٌ ممن رصدتهم "الوطن" في عددها ليوم الجمعة 24/ 6/ 2010! وكأن "الشيحي" وقرَّاءه لم يعرفوا حكم الغناء إلا منه! أو كأن هذه الفتوى بصوته "غير"!

هذه هي "الشخصنة" التي "تعاكظ" بها كاتب "العفاريت"/ "خلف الحربي" لصالح معالي المستشار/ "عبدالمحسن العبيكان"، وطالب ممن صنِّفهم الناس "ليبراليين": أن لا ينتقدوه لفتواه الغريبة عن "إرضاع محو الأمية"؛ ليس لأن "لحمه مسموم"، ولكن لكيلا يُشْمِتُوا به دعاة الإقصاء والتطرف! نحن ما صدقنا أن وجدنا فقيهاً يتصدى لهم؛ فهل نخسره من أجل "كم جغمة حليب"؟!

أما محاربة "الشخصنة" فتعني أن نستقبل الأفكار ـ رفضاً أو قبولاً ـ بمعزلٍ عن "شخص" من صرَّح بها! وأما من يصر على "الشخصنة" فأولى به أن يسأل "الكلباني" ـ وهو الخصم والحكم ـ: ألم تكن تعرف هذا الحكم منذ عشرين عاماً على الأقل؟