الملازم ثاني هيرو أُونودا، الياباني الذي وُلد عام 1922، وتوفي في 2014، وعمل ضابط استطلاع في الجيش الياباني، وقاتل في الحرب العالمية الثانية، ولم يستسلم حتى عام 1974، حين قدّم سيفه العسكري للرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، معلنًا نهاية مسلسل رافضه التصديق بأن الحرب العالمية قد انتهت عام 1945، وأن الجيش الياباني قد خسرها، ووضع حدا لتحوله إلى حرب العصابات التي تقتل من يشتبه في أنهم أعداء لليابان.
قصة "أونودا" أُعيدت إلى الأذهان خلال الساعات الماضية، مع تصريح وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان، كاشفة عن صورته التاريخية التي ستظل عالقة في أذهان الأفغان، والأمريكيين، والعالم أجمع.
هل هناك "أونودا" أمريكي، لا يصدق أن الحرب التي استمرت 20 عامًا قد انتهت، وأن عليه الاستمرار فيها؟!
بالطبع تغير الزمان وتبدّلت المعالم العسكرية، وطبيعة الحروب في العالم، لكن مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة لن تترك مسرحا قبضت على أخضره ويابسه لمدة عقدين كاملين.
لكن تسمية آخر جندي أمريكي يغادر أفغانستان بعد 20 عامًا من الحرب، يظل لقبا تاريخيا جرى اختيار من يحمله بعناية فائقة، حيث وقع الاختيار على الميجر جنرال كريستوفر دوناهو، صاحب الصورة الشهيرة وهو يسير على متن الطائرة الأمريكية الأخيرة التي أقعلت من مطار كابول.
"دوناهو"، هو القائد العام للفرقة 82 المحمولة جوا، كان الأبرز على متن رحلة لطائرة تابعة للقوات الجوية كانت تقل كتيبة متبقية من القوات من مطار كابول، وتلقى اتصالا هاتفيا من وزير الدفاع لويد أوستن، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
ويبلغ "دوناهو" 52 عاما، ولديه ثلاثة عقود من الخبرة العسكرية، حيث خدم في كوريا الجنوبية وبنما قبل قيادة القوات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويمتد عمله العسكري منذ تخرجه في ويست بوينت عام 1992، ثم قضائه فترة أكاديمية في جامعة هارفارد كزميل في الكلية الحربية للجيش الأمريكي، قبل أن ينتقل إلى العاصمة واشنطن، حيث عمل كمساعد خاص لرئيس هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون.
وتولى منصب قائد الفرقة 82 المحمولة جوا في Fort Bragg، بولاية كارولينا الشمالية، في يوليو 2020، ثم ارتقى منصبه الأهم لاحقا (الفرقة 82) وهو القسم العسكري القادر على الانتشار في أي مكان في العالم في غضون 18 ساعة من الإخطار، كقوة استجابة فورية في البلاد.
وفي منتصف أغسطس 2021م، ومع ظهور ملامح سقوط كابول، قاد "دوناهو" نحو 4000 مظلي من الفرقة 82 المحمولة جواً معسكرًا في الشرق الأوسط، حيث تم وضعهم على أهبة الاستعداد لتوفير الأمن في مطار كابول خلال عمليات الإجلاء.