يوجد داخلنا بعض الأفكار والمفاهيم والعادات التي طغت على حياتنا حتى أصبحت من الثوابت التي تحيط بنا، ووجدنا أنفسنا داخل دائرة من الأفكار السلبية فأمسينا أسرى لها وسجناء داخلها.

إن هذه الأفكار والقيود أثرت على الكثير من نواحي الحياة حتى وصلت إلى الخوف من الإقدام على التجربة الأولى في أي شيء تجنباً الفشل أو خشية آراء الناس، إذ أصبح الاهتمام بآراء الناس إضافة للقيود والكثير من الأفكار التي تحاصرنا جميعاً، وإن الإنسان قد يدمر مستقبله بالاستسلام لهذه الدائرة أو تلك، والبعض حتى يعاني من مظاهر الاضطرابات النفسية فيتحول من إنسان سوي بسببها إلى مصاب ببعض أنواع العقد أو الأمراض النفسية، وقد يحتاج العلاج عند ذوي الاختصاص.

إن المرض هو الركون والاستسلام لهذه المشكلة أو عدم الاعتراف بها، بذلك هو يكبل نفسه داخل تلك الدائرة. كذلك البعض يعاني من معتقدات عرفية تحت سيطرة العادات والتقاليد وطغيانها على حياته، وكأنما هي دساتير غير مكتوبة.


ولو نظرنا حولنا لوجدنا الكثير من الأفكار والمعتقدات التي لا علاقة لها بالدين ولا تناسب هذا العصر، والتي قد تكون نشأت في أزمنة وبيئات مغايرة لما نحن عليه، أو وافدة من بلاد أخرى، وقد تكون تشكلت في بيئات جاهلة ومخالفة للدين، فلذلك يتوجب علينا تجاوزها وتخطيها حتى لا تسبب لنا الانحراف عن الطريق السوي.

إن الأفكار هي التي تحدد إطار حياتنا سواء سعادة أو شقاء، نجاح أم فشل، رقي أو تخلف.

إن الفكرة التي نغرسها في الصغير تبقى إما نبراسا يضيء حياته أو سجنا وهميا يدور فيه بقية حياته.

الدين الإسلامي هو من دعانا للقراءة في أول آية، وللتفكير في آيات أخرى كثيرة، وكلها تصب في هذا الاتجاه، فديننا صالح لكل زمان ومكان، وحري بنا أن نوازن بين الأصالة، والتحديث، والحقوق، والواجبات.

وأن نتبع المنهج الإيجابي في حياتنا دائما.

قال سقراط : بالفكر يستطيع الإنسان أن يجعل عالمه من الورد أو من الشوك.