ثم أتى دور الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت الاحتلال على دول كثيرة في أوروبا وآسيا وأفريقيا بحكم قوتها الاقتصادية والعسكرية، ولكن صنفت الاحتلال لكل دولة حسب مصالحها، فقد تحتل دولة سياسياً ودولة أخرى ثقافياً ودولة أخرى عسكرياً، وتبرر لذلك بعدة مبررات لحماية الأمن القومي الأمريكي أو بمساعدة الدولة، أو لحماية بعض الأقليات العرقية، وهناك شواهد كثيرة مثل ما حدث في العراق، وأفغانستان، وفيتنام.
والدول المستعمرة العظمى أمريكا وبريطانيا وفرنسا لا تزال تطالب الدول العربية والإسلامية بالنهج الديمقراطي ومراعاة حقوق الإنسان، وهم في الأساس ينتهكون حقوق الإنسان يومياً ولديهم ديمقراطية الحزبين فقط.
ولا تكتفي هذه الدول المستعمرة العظمى بالتدخل في سياسات الدول الأخرى ودعم بعض الجماعات أو الطوائف ضد دولهم، بل تمدهم بالأسلحة والدعم المادي واللوجستي، وتستضيف لديها المنشقين عن دولهم وتحميهم وتدعمهم لإثارة الفتن والقلاقل وتستخدمهم أداة للضغط على دولهم، رغم أن أغلب المنشقين من أرباب السوابق ومطلوبين للعدالة أو مصنفين على قائمة الإرهاب في دولهم، فهذه هي ديمقراطية الغرب المزعومة.