بدأ الاستعمار للدول من قبل البرتغال وإسبانيا وهولندا، ثم بعد ذلك بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وهناك دول أخرى استعمرت بعض الدول كاليابان والاتحاد السوفيتي، ومنطقتنا العربية والإسلامية عانت الأمرين من هذه الدول التي تدعي المدنية وحقوق الإنسان والديمقراطية. وبعد انتهاء الاستعمار في الدول العربية والإسلامية وخروج المحتل تركوا أثراً في هذه الدول من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والعقدية والجغرافية، الأمر الذي جعل هذه الدول متخلفة بعد أن تم نهب مقدراتها وآثارها وعلومها والعقول البشرية، وزرعوا الفتنة بين أطياف كل المجتمع مستغلين التعددية المذهبية والطائفية والقبلية والجغرافية، وحتى يومنا هذا لا تزال هذه المشاكل قائمة، ولم يستطع أحد إيجاد حل لها.

ثم أتى دور الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت الاحتلال على دول كثيرة في أوروبا وآسيا وأفريقيا بحكم قوتها الاقتصادية والعسكرية، ولكن صنفت الاحتلال لكل دولة حسب مصالحها، فقد تحتل دولة سياسياً ودولة أخرى ثقافياً ودولة أخرى عسكرياً، وتبرر لذلك بعدة مبررات لحماية الأمن القومي الأمريكي أو بمساعدة الدولة، أو لحماية بعض الأقليات العرقية، وهناك شواهد كثيرة مثل ما حدث في العراق، وأفغانستان، وفيتنام.

والدول المستعمرة العظمى أمريكا وبريطانيا وفرنسا لا تزال تطالب الدول العربية والإسلامية بالنهج الديمقراطي ومراعاة حقوق الإنسان، وهم في الأساس ينتهكون حقوق الإنسان يومياً ولديهم ديمقراطية الحزبين فقط.


ولا تكتفي هذه الدول المستعمرة العظمى بالتدخل في سياسات الدول الأخرى ودعم بعض الجماعات أو الطوائف ضد دولهم، بل تمدهم بالأسلحة والدعم المادي واللوجستي، وتستضيف لديها المنشقين عن دولهم وتحميهم وتدعمهم لإثارة الفتن والقلاقل وتستخدمهم أداة للضغط على دولهم، رغم أن أغلب المنشقين من أرباب السوابق ومطلوبين للعدالة أو مصنفين على قائمة الإرهاب في دولهم، فهذه هي ديمقراطية الغرب المزعومة.