رغم أن السينما المصرية في السنوات الأخيرة، بدأت الاتجاه للبطولات الجماعية، وعدم الاعتماد على النجم الأوحد، حيث ظهر عدد من الأفلام التي تعتمد على البطولات الجماعية مثل" الفرح"، و"كبارية"، و"المركب" وغيرها، وحققت هذه الأفلام نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، إلا أن الأفلام التي عرضت أخيراً اعتمدت بقوة على ظاهرة النجم الأوحد، الذي يسيطر على الفيلم، حيث كان محمد سعد هو المسيطر على فيلم "تيك تيك بوم"، كما جاء فيلم "بيبو وبشير" على مقاس آسر ياسين، ليظهر في صورة البطل قاهر النساء، وحتى النجوم الجدد أمثال أيمن قنديل بطل فيلم "أنا بضيع يا وديع"، ونضال الشافعي بطل فيلم "يا انا يا هو"، احتلوا مساحات كبيرة من أفلامهم، حتى إن أيمن قنديل قدم دور "تهامي باشا"، وأيضا دور والدته" كانزي"، فلماذا عادت هذه الظاهرة رغم نجاح الأفلام الجماعية؟
يقول الناقد فوزي سليمان، إن "السينما المصرية من الصعب أن تتخلص نهائيا من سيطرة النجم، بسبب التسويق الذي يعتمد على اسم النجم، وليس على القصة أو المخرج، ولأن النجم يعلم ذلك، فإنه يعمل على تفصيل الفيلم على مقاسه الخاص، ويتعمد الظهور من بداية الفيلم حتى نهايته دون العناية ببقية العناصر".
أما الناقد يعقوب وهبي، فقال إن "الأزمة تتمثل في أن شركات الإنتاج تتعاقد مع النجم أولا، ثم يتولى هو عملية البحث عن سيناريو مناسب، ثم اختيار المخرج وباقي الممثلين، لذلك فإنه بشكل تلقائي سيبحث عن نفسه وليس عن السيناريو أو الصورة النهائية للفيلم"، مشيرأ إلى أن التوزيع الخارجي أحد أسباب هذه الظاهرة، لأنه يعتمد علي النجم.
ويرى الناقد وليد سيف، أن "النجوم الجدد مثل نضال الشافعي، وأيمن قنديل، وآسر ياسين يواصلون مشوار أجيال من نجوم السينما المصرية، رسخوا لأسطورة النجم الأوحد، وصنعوا الأفلام على هواهم.
ويدافع نضال الشافعي، بطل فيلم "يا انا يا هو"، عن نفسه وعن نجوم جيله، مؤكدا أن "المشكلة تتمثل في السيناريو، وليس في البطل، مشيرا إلى أن هناك أزمة في السيناريوهات، حيث يبحث أي نجم كثيرا حتي يجد سيناريو مناسبا، ولا يتدخل النجم في السيناريو كما يعتقد البعض، بل إن رؤوس الأموال هي التي تتسبب في أن يكون النجم هو المسيطر من أجل التسويق.