عندما يسعى الشخص لكسب منصب قيادي، سيجد الكثير من الأشخاص محيطين به، منهم الداعمون و منهم المدمرون، فما عليه إلا أن يسلك تلك السبل النزيهة لإثبات استحقاقه لهذا المنصب القيادي.

وعند وصوله لهذا المنصب من شيم الشخص ذى النية الطيبة والحسنة، ألا ينسى ما كان عليه بالأمس، و ألا ينسى من كان سببا في توفيقه، و نيله لهذا المنصب القيادي من بعد الله، فمعظم من تربعوا على عرش المناصب القيادية محو نواياهم الطيبة و النزيهة، و أصبح دافعهم الوحيد البقاء للأبد في مكان لن يخلد فيه أحد، طغت النرجسية على كونهم شخصيات مؤثرة و محبوبة، فأصبح هوس المكانة والقيادة شغلهم الشاغل، الذي أنساهم لماذا تم اختيارهم، و ما المهام التي كلفو بها!.

من وجهة نظري على الشخص أن يتمعن في ذاته وشخصيته بين الفينة والأخرى حتى لا يصاب بالنرجسية، فيصبح متكبرا ومتعاليا ومتعجرفا، مع من هم أقل منه منصبا أو مكانة، فالشخص المتواضع والنزيه لن يقبل أن يحصل على ما لا يستحقه، بل ويمنع كل من يحاول أن يمارس نرجسيته على غيره، لينال مطالبه بدون وجه حق.


ومهما طال الزمان أو قصر لن يستطيع الشخص النرجسي الصمود أمام الكم الهائل من الأعداء، حتي يزاح من هذا المنصب القيادي، ليستعيد ذاكرته ويصبح مدركاً لمكانته الحقيقية. كما أن اتباع هوى النفس وعدم الإنصات للآخرين، ووضع آرائهم في عين الاعتبار، سيؤدي إلى فشل المنظومة ككل بسبب الأنانية، وحب نسب الفضل للشخص نفسه، دون ذكر جهود طاقم العمل أجمع، و هذه الأفعال ليست من شيم الشخص القيادي والمؤثر، إنما من شيم الشخص الضعيف غير القادر على إنجاز شيء يفخر به، فينسب الإنجازات الجماعية لنفسه كفرد.