أجمع عدد من ضيوف مهرجان سوق عكاظ على أفضلية مسرحية زهير بن أبي سلمى على مسرحية العام الماضي "طرفة بن العبد"، لكن ذلك لم يحل دون إبداء شيء من النقد للعمل، على نحو ما رأى الكاتب المسرحي محمد السحيمي الذي قال لـ"الوطن": إن هناك تكلفا في تحميل الشاعر زهير بن أبي سلمى أكبر مما فعل حيث نسبوا إليه ما لم يقم به وهو الصلح بين القبيلتين، رغم أن دور زهير لم يتعد الإشادة باللذين فعلا ذلك لا سيما هرم بن سنان.

ويرى السحيمي أنه كان الأولى تقديم زهير من خلال شعره وهو متوفر مسرحيا أكثر مما يتخيل فريق العمل. ووصف السحيمي إقحام الدور الفارسي في حرب عربية خالصة بأنه إسقاط سخيف - حسب وصفه - مؤكدا أنه حتى المناذرة لم يتدخلوا للاستفادة منها إلا بعد مدة طويلة من اندلاعها.

وذهب حسين جمعة إلى أن اللافت هو طريقة الإخراج حيث قدمت المسرحية وجها مسرحيا ووجها موسيقيا، إلا أن هناك معطيات في معلقة زهير بن أبي سلمى لم يستفد منها بشكل جيد.

وتساءل جمعة عن الإسقاط الدلالي في المسرحية وسنده التاريخي وما إذا كان يتوافق مع التاريخ إلا أنه عاد ليقول "إن المسرحية خدمت فكرة لحمة ووحدة العرب وهو أمر رائع".

واعتبر الدكتور حسن الهويمل أن المسرحية جاءت مغرقة في الترميز وأن المتابع النخبوي بحاجة إلى جهد ووقت لتفكيك توالي الرموز، وغطت براعة الإخراج على كثير من الرسائل التي تحملها المسرحية والتي كان هدفها الإسقاطات على الواقع العربي ومن ثم شذبت بعض الحقائق لتتمكن من نقل الرسالة. وقال الهويمل "المسرحية اختصرت أشلاء التاريخ في ملمح واحد هو الإنسانية ومن ثم جاءت في بعض مقاطعها بكائية، لم يتح للبطل فيها أن يكرس شخصيته لأن هدف الكاتب أن يعمق مأساة الحرب والفرقة والتآمر ومن ثم لم تصل شخصية البطل كاملة إلى النظارة مركزة ومكثفة، والرسالة وصلت للإنسان العربي ولكنها لم تصل إلى أصحاب القرار.

وتمنى أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثميين لو بدأ النص ببيت زهير الأول: وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم.. وليس بقوله: متى تبعثوها تبعثوها ذميمة..وتضرى إذا ضريتموها فتضرم، وأكد أن مسرحية هذا العام أفضل من مسرحية العام الماضي.

ولفت انتباه العثيمين أن جزءا من المسرحية ظهر فيه العرب يرتدون سراويل مع أن ذلك لم يحدث إلا لاحقا.