يا خادم الحرمين الشريفين ابني يبايعك لأنه يتمتع بكل ما يتمتع به الذكور في بلدي، لكن بالنسبة لي ولابنتي كأنثيين أريد أن أضع بين يديكم لماذا أبايعكم يا خادم الحرمين الشريفين.
أولا: أبايعك لأنك جعلتني كأنثى حاضرة في خطابك الرسمي ووضعتني حاضرة في المشهد السعودي، وأصبحت امرأة موجودة على الخارطة. أصبح لي مكان واعتبار. أشعرتني بآدميتي التي غابت سنوات طويلة، وأصبح الخطاب الرسمي "بناتي وأبنائي المواطنين والمواطنات"، ولذا أبايعك لأنك أكرمتني ووضعتني في مكاني الصحيح.. مواطنة من الدرجة الأولى فكيف لا أبايعك؟
ثانيا: أبايعك لأنك أعليت قدري ووضعتني الموضع الذي وضعني فيه ديني الجميل، وقلت عني المرأة هي زوجتي وأمي وابنتي وأختي، بل وزدت عليها أن أعليت شأني اسما لا تخجل منه، فأسميت جامعة نورة باسم صاحبة السمو الملكي الأميرة نورة، وأعطيت لشعبك درسا في إعلاء شأن المرأة واحترامها.
ثالثا: منحتني حق دخول مجلس الشورى والمجالس البلدية، وكانت أحلامي لا تصل إلى هذا الحجم، لكنك منحتني هذا، وحتى لو كان هذا الحق معلقا وبعد زمن لكنه يعني أن كل ما دونه أضحى ممكنا في عالمي، فعرفت أن اليوم الذي أعيشه هو الحلم الذي أصبح على وشك أن يتحول إلى واقع، وأن مستقبل ابنتي تغير.
رابعا: أكرمتنا يوم تشرفنا بالسلام عليك يا خادم الحرمين الشريفين والتشرف بالتقاط صورة جماعية بعد الحوار الوطني، ووجدتني أعيش لحظة تاريخية يوم وقفنا معكم ومع المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وكانت لحظة طارت بها الركبان وشهادة تقول هو ملك نبايعه ونعلن الولاء له، كيف لا وهو يضعنا المكان الذي وضعتنا فيه الشريعة فيكرمنا كل هذا الإكرام.
خامسا: أبايعك أيها الملك العادل، لأنك أنصفتني وفتحت لي الأبواب وأزلت عني العقبات وجعلتني شريكة في التنمية، ومواطنة قادرة على المشاركة في بناء الوطن، ورفعت عن كاهلي أمورا كثيرة، فأصبحت امرأة عاملة تكسب رزقا حلالا من خلال مهن عديدة لم تكن واردة، وسيدة أعمال لا تحتاج إلى وكيل أو وصاية، وفتحت لي مجالات عمل تعلو بها سماء وطني لأكون شريكة لوطن أعشق ثراه.
كيف لي بعد أن غيرت عالمي وبعد أن منحتني كل هذا وأعليت مكانتي وجعلتني مواطنة من الدرجة الأولى، كيف لا أبايعك؟ بل أبايعك، وأنا أعرف أن حقوقي ما زالت لم تتحقق بأكملها، لكنني أعلم أن القادم في عهدكم أكبر بكثير مما مضى، وأن ابنتي ستعيش أياما حلمنا بها وتحققت على يديكم. وأنني أطمع في رفع بقية القيود التي تكبلني في تنقلي وفي عطائي لوطني، وأتمنى أن أرى ذلك في حياتي أنا أيضا وليس فقط للأجيال القادمة، وأنتم صانعو القرار لتكتمل منظومة الحقوق، ولأقول لكم في كل بيعة متجددة: يا خادم الحرمين لك البيعة ما حييت مني ومن أبنائي.