بين الاستفزاز والاستعراض، وصف مراقبون لبنانيون كلام العام لميليشيا «حزب الله»، حسن نصرالله، عن إعلانه وصول باخرة نفط إيرانية ثانية إلى لبنان، ودعوته شركات تنقيب إيرانية إلى البحث عن النفط والغاز اللبناني، بـ«الكلام الوهمي» الذي لا يمكن ترجمته إلى الواقع، كونه يوضع في خانة الحرب الكلامية على جيران لبنان الإقليميين، مع استفزاز واضح للولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بهدف الضغط على الإدارة الأمريكية، لاستكمال المفاوضات مع إيران، بعد تعثرها في فيينا.

يخوض «نصرالله» حربا بالوكالة عن طهران، عبر استغلال الأزمة الاقتصادية اللبنانية، وانقطاع المحروقات، وبقاء اللبنانيين في العتمة لأكثر من 3 أسابيع، دون أي حل حقيقي للأزمة عبر رفع «الفيتو» عن تشكيل الحكومة، باستثناء استعمال خطاب ناري لمصلحة ايران، بعد أن فتح حرب البواخر الإيرانية والتنقيب النفطي بهدف تحسين شروط إيران التفاوضية مع الولايات المتحدة الأمريكية، دون أي مراعاة للأمن القومي اللبناني ومصالح اللبنانيين.

استغلال المأساة


في هذا السياق، وصف المحلل السياسي طوني بولس، في تصريح خاص، تصريحات «نصرالله» بـ«الكلام الوهمي»، كما فعل في 2006 حينما أوهم جمهوره بالانتصار على إسرائيل في حرب يوليو، لكن كل ما يفعله «حزب الله» هو السعي للسيطرة على القرار السيادي للدولة اللبنانية باستغلال مأساة الناس ومعاناتهم.

وأسف «بولس» على الواقع اللبناني الذي صنعته سياسات «حزب الله» بقوله: «بات ذلك الحزب من يقرر سياسات لبنان. هو المسيطر على الاقتصاد اللبناني. ما أراده من جلب ناقلة النفط الإيرانية الى البلاد تأكيد ربط القرار الإستراتيجي اللبناني بإيران، في ظل غياب كامل للدولة اللبنانية عبر رئيس جمهورية ضعيف، متحالف تماما مع حزب الله».