للقلب دور رئيس، ليس فقط كون القلب مضخة عضلية، مهمته الأساسية استقبال الدم من سائر الجسد، وإعادة ضخه بعد تنقيته، لكنه هو مركز الحب والخير والعطاء. كيف امتلك قلوب الآخرين؟.
سؤال للإجابة عنه نحتاج تعلم فن التعامل مع الآخرين، وهذا يقودك إلى امتلاك قلوبهم، لكن للأسف القلة من الناس تجيد وتنجح في التعلم. يقول الشافعي: «ما رفعت من أحد فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه».
لكي تملك القلب، عليك أن تملك العقل، فهو مركز السيطرة والتحكم. عموما من أهم عوامل امتلاك القلوب الابتسامة حين مقابلة الآخرين، فهي تخترق كل الأسوار المحيطة بالقلب والعقل، والمصافحة الحارة التي تشعر الطرف الآخر بالقرب منك ومحبته، وتنقل محبته من قلبك إلى قلبه. ثق في نفسك أمام الآخرين، فهذا يعطيك الضوء الأخضر لدخول قلوبهم. لا تُكدر قلوب الآخرين.
اصفح وسامح، فالحياة قصيرة، وعمر الإنسان أقصر، إذ قال تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}.
من الصعب أو من المستحيل أن تملك قلوب الآخرين بالمال، لكن برحابة الصدر والرحمة تملك قلوبهم. المال تملك مؤقت، ينتهي مع انتهاء المصلحة تماما مثل السراب الذي يتلاشى مع غياب شمس الظهيرة.
هل لاحظتم حب أطفال المدراس الابتدائية (بنين وبنات) للمعلمين والمعلمات.. إنه التعامل والابتسامة.
لماذا يجف نهر حياة السعادة الزوجية؟. إنه الجفاف العاطفي، وجفاف القلب من كلمات الحب والعشرة الحسنة. لماذا لا نمتلك مفاتيح القلوب التي نحبها؟، لماذا نُضيّع مفاتيح القلوب التي نحبها؟.
لن تستعبد قلوب الآخرين، لكنك تدخل قلوبهم حين تدخلها من الأبواب المغلقة التي تفتحها بالكلمة الطيبة التي تشبه الغيث للصحراء، والماء للعطشان، والهواء الذي يعيد الحياة للغريق بإذن الله، إذ قال تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون}.
أصحاب القلوب البيضاء، بياض ثلج الحدود الشمالية في فصل الشتاء، أصحاب القلوب المتسامحة النقية، أصحاب القلوب الدافئة بالحب والحنان، موجودون هنا وهناك، وفي كل مكان يوجد الخير والعطاء، والأوراق الخضراء التي توحي لك بالحياة. هؤلاء يرسمون الأمل والابتسامة والمحبة، ويملكون قلوبا طاهرة، وما أحوجنا في هذا الزمن خاصة لتطبيق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
وفي الختام.. لنملك قلوب الآخرين، وليملكوا قلوبنا، فما أجمل من الذِكر الحسن والسمعة الطيبة، والتسامح الذي نحن بحاجة إليه في عصر الأنا، والتواصل الاجتماعي الذي يهدد قلوبنا وعقولنا، والابتعاد عن الغطرسة والكبرياء والنقد الجارح، الذي يأخذ الناقد إلى الهاوية السحيقة في المجتمع.