في بضع سنين مضت، كان الشريط المسموع منتشرا، وكان ذا محتوى في غالبه تدجيل للسامعين، فهل نسي أو تناسى المجتمع المحلي في وطننا السعودي ما كان يبث صوتيا من أحاديث التكفير والضلال والتخويف والتبديع والتفسيق لمن لا يستجيب؟!.
بل لعل محتوى فئة من الوعاظ في تمرير رسائل تهويل وتخوين من لا يصدق كان يبث صوتيا عن كرامات في جهاد الأفغان، الذي بموجبه مات وقتل عشرات الشباب في آتون مواطن الحرب والاحتراب، واكتواء بلادنا وغيرها من بلاد العالم من معتنقي رسائل ومحتوى أشرطة التسجيل التي انتشرت في أماكن قرب المساجد وفي المدارس والجامعات.
كيف كان فعل أشرطة الكاسيت في إقناع فئام من شباب الوطن بأن يتحولوا من الزي الوطني إلى الزي الأفغاني؟؟ وبات منهم قتلة ومدمرو الأوطان.
كل هذا وجد متعاطفين، بل مساندين من متطرفين لم يبد أي منهم إنكارا أو شذبا، وهذا لعمري أكبر ما يمكن أن يوسم به هكذا فعل. إنه عمل غير صالح، وهدم لقيم المواطنة والوطن، وما تحقق له من مكتسبات الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمان. لقد نجح الوطن - بحمد الله - في الترابط والارتباط بقيم تنامي الوعي، وتزايد أعداد كوادر البناء من البنين والبنات، والحرص على أمن الوطن وأمانه، ولنا في برنامج الابتعاث للملك عبدالله، رحمه الله، وتوالي مساراته بدعم ورعاية الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أعزهما الله، ما يشير بصدق الرعاية لتحقيق الأمن والرخاء المجتمعي، والسير في دروب جودة الحياة، ليس فقط في وطننا السعودي، بل في أوطان شقيقة وصديقة، من خلال تبني سبل السلم والسلام والأمن والأمان.
حمدا لله وشكرا أن باتت ثقافة شريط الكاسيت مطمورة في وعي المتلقي، والأمل أن تندثر ظاهرة رسائل الـ«واتس آب» ذات النفس الطائفي والقبائلي التي تنهج نهج التشرذم، وبث فتن تنطلي على فئام من فطريي الوعي والفهم، وتوالي استمرارها فيه ضرر وإضرار، كفانا الله شرها، وشر من يعملها وينشرها ويرسلها.
صناعة الوعي المجتمعي أمر حيوي ومهم، حماية للوطن ومكتسباته المتوالية، وواجب على قادة الرأي ووسائط الإعلام النهوض به.