دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء 2011/9/21 مجلس الأمن إلى التحرك فورا لفرض عقوبات على سورية بسبب القمع الذي تواجه به السلطات في هذا البلد الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام.
وقال أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم هناك رجال ونساء وأطفال يعذبون ويسجنون ويقتلون على أيدي النظام السوري. لقد قتل آلاف الأشخاص بعضهم خلال شهر رمضان المقدس. وهناك آلاف آخرون فروا من سورية".
وأضاف الرئيس الأميركي "لقد كشف السوريون عن شجاعة وعن كرامة في سعيهم إلى العدالة عبر التظاهر سلميا، وعبر الوقوف بصمت في الطرقات، وعبر الموت دفاعا عن القيم نفسها التي يفترض بهذه المؤسسة (الأمم المتحدة) أن تدافع عنها".
وتابع أوباما "إن السؤال واضح وجلي: هل يجب علينا أن نتضامن مع السوريين أم مع الذين يقمعونهم؟".
وقال أوباما أيضا "لقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات قاسية بحق القادة السوريين، ودعمنا انتقالا للسلطة يلبي تطلعات السوريين. وقد انضم إلينا عدد من حلفائنا في هذه الجهود. ولكن لا بد لنا من أن نتكلم بصوت واحد من أجل خلاص سوريا ومن أجل السلام والأمن في العالم".
وتابع "لا يوجد عذر لعدم التحرك. حان الوقت ليقوم مجلس الأمن بفرض عقوبات على النظام السوري وبأن يكون متضامنا مع السوريين".
كما دعا أوباما المجتمع الدولي إلى الاستمرار في دعم ليبيا، في الوقت الذي تنتقل فيه من عقود حكم العقيد الليبي معمر القذافي إلى عهد جديد.
وأشاد أوباما بالدعم الدولي للثوار الليبيين الذين أطاحوا بنظام القذافي.
وقال الرئيس الأميركي: "هذا هو النمط المفترض أن يعمل عليه المجتمع الدولي: أن تقف الأمم بجانب بعضها البعض في سبيل إحلال السلام والأمن، وأن يطالب الأفراد بحقوقهم".
وأضاف: "جميعنا الآن لديه مسؤولية دعم ليبيا الجديدة والحكومة الليبية الجديدة، في الوقت الذي يواجهون فيه التحدي المتمثل في تحويل لحظة الوعود هذه إلى سلام عادل ودائم لجميع الليبيين".
وأوضح قائلا: "لقد تم إنهاء اثنين وأربعين عاما من الطغيان في 6 أشهر. فمن طرابلس إلى مصراتة إلى بنغازي، صارت ليبيا حرة اليوم. وبالأمس تبوأ قادة ليبيا الجديدة مكانهم المناسب بجانبنا، وفي هذا الأسبوع ستفتتح الولايات المتحدة سفارتنا في طرابلس".
وفي الشأن الكوري الشمالي والإيراني أعلن أوباما أن إيران وكوريا الشمالية ستواجهان عزلة دولية أشد في حال لم توافقا على إخضاع برنامجيهما النوويين للقوانين الدولية.
وقال "إن الحكومة الإيرانية غير قادرة على إثبات سلمية برنامجها النووي ولم تلتزم بواجباتها ورفضت العروض التي تؤمن لها طاقة نووية سلمية".
وتابع "كما أن كوريا الشمالية لم تتخذ بعد إجراءات ملموسة للتخلي عن سلاحها وتواصل القيام بأعمال عدائية إزاء الجنوب".
وأضاف الرئيس الأميركي "إن المستقبل سيبنى على مزيد من الفرص لسكان هذين البلدين في حال وفت حكومتاهما بالتزاماتهما. أما في حال واصلتا سلوك طريق مخالف للقانون الدولي لا بد من مواجهتهما بمزيد من الضغوط والعزلة. هذا ما تفرضه علينا التزاماتنا إزاء السلام".
وفي الشأن الفلسطيني والإسرائيلي أعلن أوباما أنه لا مجال "للطريق المختصرة" لإنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في إشارة إلى الطلب الفلسطيني بالحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية.
وقال "قبل عام أعربت من على هذا المنبر عن الأمل بقيام فلسطين مستقلة. كنت وما زلت أؤمن بهذا الأمر اليوم بأن الفلسطينيين يستحقون الحصول على دولة لهم. إلا أنني قلت أيضا إن السلام الفعلي لا يمكن الوصول إليه إلا بين الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم".
وتابع أوباما "بعد عام ورغم الجهود المكثفة للولايات المتحدة ودول أخرى فإن الطرفين لم يتمكنا من حل خلافاتهما. أمام هذا المأزق اقترحت قاعدة جديدة للمفاوضات في مايو".
وصرح أوباما يومها أن حدود الدولة الفلسطينية المقبلة يجب أن تكون على أساس خط وقف إطلاق النار لعام 1967 "مع تبادل (للأراضي) يتفق عليه الطرفان". إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سارع إلى القول بأن هذه الحدود "لا يمكن الدفاع عنها".
وتابع أوباما "أنا مقتنع بأنه لا توجد طريق مختصرة لإنهاء نزاع قائم منذ عقود. السلام لا يمكن أن يأتي عبر بيانات وقرارات في الأمم المتحدة، ولو كان الأمر بهذه السهولة لكان أنجز على التو".