بعد عام من إغلاق المدارس في ظل انتشار جائحة كورونا، تستعد دول العالم لعودة حضورية حذرة إلى المدارس مرة أخرى، مع العمل على زياة نسبة التحصين لدى منتسبي التعليم. ووفقا لليونيسيف، أغلق الوباء المدارس تاركًا أكثر من 1.6 مليار طفل خارج المدرسة في وقت مبكر من الوباء، وعندما أعاد معظم البلدان فتح المدارس لبعض التعليم الشخصي، حيث أشارت المنظمة الأممية إلى أن خسائر التعلم المتوقعة الناتجة عن ذلك، قد تتمثل في ارتفاع معدل فقر التعلم العالمي من 53 % قبل الجائحة إلى 63 %.

أمريكا وعدم اليقين

بحلول نهاية شهر أغسطس الجاري، من المقرر أن يعود أطفال المدارس في الولايات المتحدة، وسط تزايد حالة عدم اليقين بشأن فيروس كورونا ومتحوراته سريعة الانتشار في البلاد، ويسعى كبار مسؤولي الصحة العامة والتعليم في إدارة بايدن، لضمان عودة جميع الطلاب إلى التعلم الشخصي، بدوام كامل، خمسة أيام في الأسبوع، في الوقت الذي يعد فيه الغالبية العظمى من طلاب رياض الأطفال غير مؤهلين بعد للتطعيم، فضلًا عن معدلات تطعيم منخفضة بين 12 إلى 17 عامًا. ودعا مسؤولو التعليم في الولايات المتحدة، إلى استخدام 129 مليار دولار من المساعدات الفيدرالية للمدارس، في تلقيح المزيد من الأشخاص من سن 12 عامًا فما فوق، باعتبارها الطريقة الأسرع لعودة آمنة للمدارس.


إنجلترا: حذر رغم الاتجاه لمزيد من الانفتاح

في إطار سياسة الانفتاح التي تبنتها المملكة المتحدة، لم يعد يُنصح بغطاء الوجه للموظفين أو التلاميذ في المدرسة، على الرغم من أنه لا يزال يُنصح به في الأماكن المزدحمة مثل الحافلات المدرسية.

ووفق القواعد المدرسية، سيتم الاتصال بأي تلميذ أقل من 18 عامًا، وكانت نتيجة اختباره إيجابية لـ Covid وإخباره بالعزل، كما سيُطلب من الطفل -أو والديه- تقديم معلومات حول جهات الاتصال الوثيقة في المدرسة وأماكن أخرى، وتفاصيل الاتصال الخاصة بهم، إذا كانت معروفة، كما سيُطلب من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، والذين تمت تسميتهم على أنهم من جهات الاتصال الوثيقة إجراء اختبار، ولكن لن يضطروا إلى عزل أنفسهم ما لم يكن اختبارهم إيجابيًا.

ووفق BBC البريطانية، يُطلب من تلاميذ المدارس الثانوية والموظفين، مواصلة الاختبار الذاتي مرتين في الأسبوع، بدءًا من أسبوع قبل بدء الفصل الدراسي، لتجنب احتمالية أن تضطر الفصول بأكملها إلى عزل نفسها، إذا كان اختبار أحد الطلاب إيجابيًا لـ Covid.

الدول منخفضة الدخل

وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز البريطانية»، فإن الضرر الأكبر جراء إغلاق المدارس، لفترات طويلة وتعطل التعليم وزيادة ضغوط الصحة العقلية، وقع في الدول ذات الدخل المنخفض، كما أنه مع انطلاق العودة الحذرة للمدارس في أنحاء العالم، فإنه وفقًا لبعض التقديرات، قد لا يعود 24 مليون طفل في سن الدراسة، في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، أبدًا إلى الفصول الدراسية، حيث يتم دفع العديد منهم إلى العمل والزواج المبكر.

ودعت الصحيفة البريطانية إلى ضرورة منح الأولوية، إلى التوسع الكبير في التمويل الإجمالي، بحيث يبدأ ذلك بالبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل نفسها.