موسم السياحة في ديرتنا منحصر في شهر، أو أيام أقـل، تكتظ فيها منطقتنا بالسياح الهاربين من حرارة مدنهم، ولذلك تجدهم يتنفسون حين وصولهم، ويتناقلون جمال الأجواء وروعة الطقس، بشبكات التواصل المختلفة، وهذا أمر مشروع للباحث عن متنفّس للراحة والاستجمام، فمرحبا بمن زارنا «مرحبا هيل عدّ السيل». ولكن حين تنقضي الإجازة، وتبدأ قصة العودة والذهاب، تجد ما لا يحمد عقباه، من ترك المخلفات، وعدم الاكتراث لرمي النفايات في أماكن التنزه، ولا مبالاة من الغالبية بنظافة مواقعهم، وأعلم يقينا أن الكثير كتبوا وتكلموا، ولكن لا حياء للسيّاح، لأن جلّ اهتمامهم بمتعة لحظية، ووقت مستقطع في مكان ما، ومما يزيد الطين بلة، أن بعض المسؤولين انصب اهتمامهم على الترويج في أول الصيف، وتركوا التركيز على احترام المكان حين المغادرة، قديما قالوا: «إذا كان بالإمكان، اترك المكان أحسن مما كان، وإذا لم يكن بالإمكان، اترك المكان مثل ما كان».

ذكرت سابقا أن سياحة السناب والاستعراض، وسياحة المقاهي المفتوحة، وسياحة الدراجة و«النطيطه»، لا تورّث إلا الخسارة للمنطقة، واليوم نشاهد الكثير مما يخشى منه أهل الديار، حيث البيئة مدمرة، والغابات ممزقة، والمتنزهات مشوهة بوابل من النفايات الضارة، وخاصة العلب البلاستيكية، ومما يثير الدهشة عدم وجود فعالية أو مبادرة تطوعية، للسيّاح حول نشر ثقافة التنظيف، في أي غابة أو متنزه أو موقع، إلا بعض الاجتهادات في أماكن محدودة وخارج أوقات الصيف.

هنا أقول لماذا لا يكون في روزنامة الجهات المسؤولة عن السياحة في منطقتنا، مبادرة مجتمعية تطوعية، للاهتمام بالغابات، ونظافة المواقع «جميعها»، وتصبح نهجا مستمرا في كل موسم سياحي، وبكل موقع من المنطقة، ولا مانع أن تصبح شعارا لآخر أسابيع السياحة، ونستعين بالسيّاح لشحذ دعمهم ومساعدتهم قبل مغادرتهم بوقت جيد.


يقول أحمد الشقيري: «امتناعك عن إلقاء القمامة في الشارع يعني توفيرك إنحناءة لظهر عامل النظافة.. فهل من إحسان لديكم»؟! .

ختاماً، ما هي أخبار وعول بلجرشي.. أفيدونا بارك الله فيكم !!.