الوقت بسنواته وشهوره وأيامه وساعاته، هو من عمر الإنسان. فوقت الإنسان هو عمره، فإذا ضاع الوقت ضاع العمر، وقد قال الحسن البصري «يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة كلما ذهب يوم ذهب بعضك».

يتذمر الناس من الساعات الطوال جاهلين أنها من عمرهم، فعمر الإنسان هو رأس ماله الذي ينفق منه، وهو من أهم الموارد وأغلاها ثمنا، وهو لا يعوض، هو ليس كالذهب بل هو ذهب في الحقيقة، هو جزء من إدارة الذات، بل هو أعم وأشمل، والمسألة ليست في مقدار ما نملك من الوقت، بل فيما نستثمر من هذا الوقت، وهو ما يتحقق بإدارته وحسن استغلاله فيما ينفع المرء من أمر دينه ودنياه.

هو القاسم المشترك بين جميع الخلق، فجميع الخلق يملكون 24 ساعة في اليوم، ولكن يختلفون في كيفية العطاء والإنتاج في هذه الساعات.


فاستغل ساعاتك، واستغل عمرك، واسأل نفسك دوما، ما الذي يجب علي استغلاله هذا اليوم؟، واسأل نفسك كيف استغللت ساعات اليوم؟.

وإدارة الوقت تعنى بتوظيف وقت الإنسان منذ ولادته إلى وفاته لبلوغ مراده، والاستخدام السليم للوقت يبين- عادة- الفرق بين الإنجاز والإخفاق، ففي الساعات اليومية، يوجد عدد محدد منها للقيام بالأعمال، وهكذا فإن المشكلة ليست في محدودية الوقت نفسه، وإنما فيما نفعله بهذه الكمية المحدودة منه.

من ينظرون إلى الوقت بعين الاهتمام، هم الذين يحققون إنجازات كثيرة في حياتهم الشخصية والمهنية، وهم الذين يعلمون أن الوقت قليل لتحقيق كل ما يريدون.

وعلى العكس من ذلك، فإن المرء الذي لا يهتم كثيرا بالإنجازات، ينظر إلى الوقت على أنه ذو قيمة قليلة.

فانظر بعين نفسك، ما قيمة الوقت لديك؟