أنعش قرار عودة العمرة للقادمين من الخارج خلال أيام وتحديدا في العاشر من أغسطس الجاري الحراك الاقتصادي للمحلات التجارية الكائنة على الطرق القريبة من الحرم المكي، وهو ما دفع ببعض المستثمرين لتقديم حزم تسهيلات للمستأجرين عدها مختصون واقتصاديون «هدايا» لرواج النشاط التجاري بالمنطقة، ومنها خصم أكثر من 50 % من قيمة الإيجار السنوي وتقديم أشهر مجانية للمستأجرين.

الحركة الاقتصادية

تصاعدت آمال أصحاب المحلات التجارية القريبة من الحرم المكي في فتح المحلات، وذلك بعد قرار عودة العمرة للقادمين من خارج المملكة عقب انتهاء موسم الحج، وهو ما دعاهم إلى فتح محلاتهم وتجهيزها، وذلك من أجل استعادة حركة البيع والشراء خلال الأيام المقبلة، وتعويض الخسائر التي تكبدوها خلال الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا «كوفيد 19».


وأوضح رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية بمكة المكرمة سابقا جميل القرشي لـ«الوطن» أن هذا القرار بداية خير لتعافي هذه المحلات من جائحة كورونا «كوفيد19»، فالكل يعلم أن هذه المحلات تعتمد بنسبة كبيرة على القادمين من الخارج لأداء العمرة أو الحج، وبقاؤهم في المنطقة المركزية يسهم بشكل كبير في دفع عجلة وتيرة الحركة الاقتصادية، ومن خلالهم تعود مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى الواجهة الاقتصادية من جديد، وتتجاوز هذه الأزمة التي عصفت بشكل كبير على الفنادق والمحلات التجارية الواقعة في المنطقة المركزية، منوها بأن وجود اللقاحات واشتراطها للعمرة أمر مهم وسلامة كبيرة على كل من يرغب في أداء العمرة، لذا فإن رفع الأعداد بشكل تدريجي سيساهم بشكل كبير في تجاوز هذه الأزمة في وقت وجيز.

إقامات فندقية طويلة

أضاف رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية بمكة المكرمة سابقا أن البرامج المحددة للمعتمرين هي من تضمن رفع حركة البيع والشراء، وذلك من خلال إقامتهم لمدة طويلة في الفنادق والسماح لهم بالبقاء والتسوق مع استخدام تطبيق «اعتمرنا» أثناء الدخول للحرم المكي أو المدني، وهذا الأمر يضمن بقاءهم لمدة طويلة، وفقاً للبرنامج المخصص لهم والفترة الزمنية المتاحة لهم ويساهم في رفع حركة البيع والشراء والتنقل داخل هذه الأسواق بكل يسر وسهولة، مشيرا إلى أن السعودية تسابق الزمن في رفع مستوى التحصين بجرعتين لدى الجميع من مواطنين ومقيمين، وهذا الأمر يساهم بشكل كبير رفع مستوى المناعة لدى المجتمع والتقليل من خطورة انتشار الفيروس بين الجميع والحد من أعراضه، لذا فإن مثل هذه القرارات تتطلب تضافر الجميع للحصول على درجات الأمان داخل البلاد، ومن خلال هذا الأمر عدد من قيود السفر ويتم السماح باستقبال أعداد كبيرة من المعتمرين والعودة للحياة الطبيعية التي اعتدنا عليها بشكل سريع وقياسي.

استدامة حركة البيع

أوضح أحد الباعة محمد حسن لـ«الوطن» أنه منذ إيقاف الحج والعمرة للقادمين من خارج السعودية وجميع المحلات بدأت في الإغلاق واتجه أصحابها إلى مواقع أخرى خارج نطاق المنطقة المركزية، وذلك من أجل استدامة حركة البيع لدى الفئات الأخرى من المواطنين والمقيمين والذين يوجدون في عدد كبير من أحياء مكة البعيدة عن الحرم المكي، منوها بأن مُلاك هذه المحلات قدموا العديد من التسهيلات لضمان بقائنا خلال الفترة الماضية، حيث تم خصم أكثر من 50 % من قيمة الإيجار السنوي والبعض قدّم أشهرا مجانية للمستأجرين، وذلك من أجل ضمان بقائهم إلا أن الإغلاق ساد أكثر المحلات بنسبة تتجاوز الـ80 % من المحلات التي أغلقت وأعلنت رحيلها واتجهت إلى مواقع حيوية أخرى.

عودة العمرة

أضاف حسن أنه من بداية قرار عودة العمرة الخارجية عاد بعض المستثمرين للوجود في هذه المواقع من جديد مقدمين أشهرا مجانية للمستأجرين تصل إلى ستة أشهر، وهو الأمر الذي سيكون له أثر كبير خلال الأيام المقبلة في عودة عمل هذه المحلات بشكل كبير، ويرتفع العدد من زيادة أعداد المعتمرين من الخارج، فهذه الفئة دائماً ما تحرص على شراء عدد كبير من الخردوات والهدايا أثناء زيارتهم للحرمين الشريفين، وعلى اقتنائها أثناء السفر إلى أوطانهم، مشيرا إلى أن أكثر هذه المقتنيات المعروضة للبيع قابلة للتخزين لسنوات، لذلك فإن المنتج لا يتعرض للإتلاف، وبالإمكان عرض الملائم منه، واستعادة السوق من جديد تبعث لدى الجميع العودة للعمل بشكل كبير خلال الأيام المقبلة.

تجاوز الأزمة

أوضح فيصل الخالد لـ«الوطن» أن قرار عودة العمرة للقادمين من خارج المملكة بعث بداخل الجميع الأمل وتجاوز هذه الأزمة خلال الفترة المقبلة، فجميع هذه الطرق المؤدية للحرم المكي كشارع أم القرى والمنصور وأسواق الجعفرية والعتيبية، والتي تشهد على جنباتها محلات تجارية اعتادت على أن يكون موسما الحج والعمرة هما الدخل الحقيقي لها، والتي من خلالها يتم سداد كافة المستلزمات والإيجارات السنوية إلا أن هذا الأمر متوقف منذ عامين، ولكن مع العودة التدريجية ستعود جميع المحلات المتوقفة منذ فترة، وسيكون الإقبال بشكل مرتفع، وذلك نظير حركة المشاة التي يستمتع من خلالها ضيوف الرحمن، ومن خلال ذلك تكون نسب البيع والشراء مرتفعة خلال الفترة المقبلة، منوها بأن العودة التدريجية حتى قدوم موسم رمضان المقبل سيكون لها مردود كبير خلال الأيام المقبلة على جميع المحلات التجارية وسيدفع بعجلة البيع والشراء داخل هذه الأسواق القريبة من الحرم المكي، ولكن لا بد من تضافر جميع الجهود وتوعية المجتمع بأهمية التحصين وأخذ اللقاح، وذلك من أجل العودة للحياة الطبيعية.

تسهيلات المستثمرين للمستأجرين

خصم أكثر من 50 % من قيمة الإيجار السنوي

تقديم أشهر مجانية للمستأجرين تصل إلى ستة أشهر

دعم العاملين بالمحلات التجارية الواقعة في المنطقة المركزية

الأثر الاقتصادي المتوقع لحزم التسهيلات

دفع عجلة البيع والشراء داخل هذه الأسواق القريبة من الحرم المكي

استدامة حركة البيع لدى الفئات الأخرى من المواطنين والمقيمين الذين يوجدون في عدد كبير من أحياء مكة البعيدة عن الحرم

استعادة حركة البيع والشراء خلال الأيام المقبلة، وتعويض الخسائر التي تكبدها المستأجرون خلال الفترة الماضية بسبب جائحة كورونا