في الوقت الذي دعت فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية عبر رسائل نصية تلقاها الناخبون على هواتفهم النقالة إلى زيارة المقرات الانتخابية للتعرف على المرشحين الأقدر على الإسهام في تطوير الخدمات البلدية وتحقيق الطموحات والتطلعات، تحوّل عدد من الميادين والمواقع في العاصمة إلى مخيّمات تقام فيها الحملات الدعائية للمرشحين الذين يتنافسون في تقديم برامجهم الانتخابية لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين، على أن تستمر هذه المشاهد حتى نهاية شوال الجاري قبل يوم من الاقتراع المحدد في الأول من ذي القعدة المقبل.

وبدت صور المرشحين وشعاراتهم تملأ طرقات العاصمة وميادينها في مشهد لافت، لكنه يبدو أقل بكثير من المرحلة الأولى للانتخابات البلدية قبل عدة سنوات، وكان حينها المرشحون "متحمّسين"، وتنافسوا في تقديم حملاتهم الدعائية في القصور الفارهة والمخيمات والاستراحات الكبيرة وتقديم "المفاطيح" لاستقطاب الناخبين.

إلا أن عددا من المرشحين الشباب استبدلوا هذه الطريقة بالتقنيات الحديثة، وقرروا الترويج لبرامجهم الانتخابية "إلكترونيا" عبر مواقع التواصل الاجتماعي كـ"فيس بوك" و"تويتر" وغيرهما.

ومن بين هؤلاء الإعلامي عبدالرحمن الحسين المرشح عن الدائرة الرابعة بالرياض، الذي قال لـ"الوطن": إن حملته الانتخابية ستكون حملة "إلكترونية" فقط تستهدف الإعلام الجديد، ولن يكون لديه مخيم انتخابي تُقدّم فيه "المفاطيح" وتتسابق إليه الحشود، ويتوافد إليه الشعراء، إلا أن لديه رؤية وهدفا سيترجمهما بالعمل ويسعى لتحقيقهما، كما لن يكون ضمن حملته أي وعد انتخابي، بل سيكون لديه برنامج عمل سيطرحه للناخبين.

وعن الأولويات التي يجب تنفيذها في حال فوز المرشح، قال: إن أهمها انتزاع واكتساب المزيد من الصلاحيات للمجالس البلدية، وجعلها سلطة تشريعية بلدية بدلا عن وضعها الحالي كجهة رقابية محدودة الصلاحيات، والعمل على تكثيف الرقابة الميدانية على المطاعم بكافة مستوياتها سواء كانت شعبية أو راقية أو عالمية أو وجبات سريعة، والعمل على تأهيل الطرقات لذوي الاحتياجات الخاصة، وألا يرأس المجلس البلدي رئيس البلدية أو أمين المدينة لأن أساس وجود المجلس البلدي هو الرقابة على أعمال البلديات، فكيف يستطيع أي مجلس بلدي كسب صفة الاستقلالية والحياد في الرقابة ورئيسه هو رئيس البلدية أو الأمين الذي يجري التدقيق عليه؟

من ناحيتهم، بين عدد من المواطنين ومنهم مبارك الدوسري وعبدالله الغامدي وفهد المالكي أن فضولهم يقودهم لارتياد المقرات الانتخابية للاطلاع على برامج المرشحين ورؤيتهم، وحينها يقررون إلى أين ستذهب أصواتهم، لافتين إلى أهمية تحقيق الوعود الانتخابية من قبل المرشحين ومحاسبتهم في نهاية كل دورة على الإنجازات التي حققوها طوال فترة عملهم في المجالس البلدية.