نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رعى سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ مساء اليوم الثلاثاء(20/9/2011) حفل افتتاح فعاليات سوق عكاظ الثقافي الخامس تحت شعار (سوق عكاظ .. ملتقى الحياة) .

وكان في استقبال سموه بموقع السوق في العرفاء بمحافظة الطائف صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ ، ووزير الثقافة والإعلام عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ، ومحافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر ، وأمين محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج ، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء جزاء بن غازي العمري ، وعدد من المسؤولين .

وقد وصل في معية سموه سمو الأمير بندر بن خالد الفيصل، وسمو الأمير سعود بن خالد الفيصل .ثم قام سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة ومرافقوه بجولة في "جادة عكاظ " التي تجاوز طولها الكيلومتر امتدادا من قبة النابغة وحتى المسرح ، حيث اطلع سموه على المواقع على جانبي الجادة من محلات ومعارض وأركان للحرف اليدوية التقليدية ، واستمع إلى شرح عن الأعمال والبرامج والفعاليات التي تنفذ في الجادة من أعمال مسرحية " درامية " تاريخية متنوعة (مسرح الشارع) تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كانت تتم في سوق عكاظ قديما وتؤدى باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى إلقاء الشعر العربي الفصيح وبخاصة المعلقات، وإلقاء الخطب، التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ ويؤديها ممثلون محترفون وهواة على طول الجادة من بينهم عدد من أبناء الدول العربية .

كما اطلع سمو أمير منطقة مكة المكرمة خلال جولته في " جادة عكاظ " على موقع يمثل أحد الأحياء التي كانت تقام في عكاظ يحتوي على عناصر مختلفة من الحياة في عكاظ مثل بيوت الشَعَر المصنوعة من مواد خاصة بعكاظ ومجهزة من الداخل على الطراز العربي.

وشاهد سموه في الجادة عروضا لنماذج من الحياة اليومية المعروفة في عكاظ قديما مثل مرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وإلقائهم لقصائدهم وأدبهم في السوق باللغة العربية الفصحى وعروضا للألعاب الشعبية والرياضات التراثية ومحلات للحرف والصناعات اليدوية يعمل بها حرفيين وحرفيات من المملكة وبعض الدول العربية على تصنيع وبيع منتجاتهم بشكل حي ومباشر بما في ذلك الحرفيين المرشحين لجائزة عكاظ للحرف اليدوية المقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار .

بعدها زار سموه محلات الأسر المنتجة للمأكولات الشعبية ومحلات بيع المأكولات والمقاهي وباعة المنتجات الزراعية والفواكه المنتجة في محافظة الطائف والمدن القريبة منها إضافة إلى محلات عرض وبيع المقتنيات والقطع الأثرية وبيع الهدايا التذكارية التاريخية اليدوية (مثل المعلقات المكتوبة على رقاع من الجلد وغيرها والصخور المنحوت عليها أبيات شعر من قصائد المعلقات ) إضافة إلى عروض الفنون الشعبية من الفرق المشاركة في جائزة عكاظ .

عقب ذلك توجه سمو الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز ومرافقوه إلى موقع الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة حيث عزف السلام الملكي .

ثم بدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم .

بعدها ألقى سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار كلمة أشاد فيها بدور المملكة في رعاية التراث والمكونات الثقافية .

وقال سموه : المملكة لها مكانة مرموقة بين الأمم .. ونحن بلد الحضارة والتاريخ والإصلاح والإنسانية ونجاح هذا المشروع هو للوطن والهدف الرئيسي من التنمية هو بناء الإنسان وسوق عكاظ إحدى هذه الاهتمامات ، مشيداً بدور أمير الثقافة والشعر .. الأمير خالد الفيصل في الاهتمام بإبراز هذا الحراك الحضاري والثقافي .

وأكد على أن المملكة بلد الإسلام ومهد الرسالة وأرض الحضارات على مر التاريخ ، مبرزا دور المملكة في النهوض بالثقافة بداية من مهرجان الجنادرية ووصولاً إلى سوق عكاظ الذي يشهد انطلاقته الخامسة في هذا العام ويحظى بحضور ومشاركة مدعاة للفخر والاعتزاز مشيراً إلى أن ركب الحضارات متوالي والعالم يتطور عبر مختلف أدوات التواصل الاجتماعي والنقلة في مجال التقنيات المختلفة .

وأضاف أن المملكة وبدعم ورعاية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - غنية بتراثها الأصيل وسوق عكاظ الذي ينطلق في عامه الخامس على التوالي يعتبر منبراً حضارياً لجميع العرب الذين ارتبطت الفنون الأدبية لديهم باسم سوق عكاظ وبشكله الحالي والتطوير الذي يخطط له مستقبلاً بمثابة نموذجاً للسياحة الثقافية والتراثية التي تستحوذ على نسبة مرتفعة عالمياً من إقبال السياح مقارنة بالأنماط السياحية الأخرى و إقامة هذه التظاهرة في الموقع الفعلي للسوق يعطي للفعالية حضوراً ومزية ، مؤكداً على أن المواطنين الذين يعتبرون المستهدف الأول بأنشطة السياحة في المملكة وجدوا في سوق عكاظ فعاليات متنوعة تلبي احتياجات جميع أفراد العائلة حيث شكلوا الأعوام الماضية النسبة العظمى من الزوار .

وقال سموه : إن اهتمام المملكة بإحياء هذا السوق يعود لما اشتهر به لدى العرب كأهم أسواقها وأشهرها على الإطلاق حيث كانت القبائل تجتمع فيه شهراً من كل سنة يتناشدون الشعر ويفاخر بعضهم بعضاً ولم يكن سوق عكاظ مكاناً ينشد فيه الشعر فحسب بل كان أيضاً موسماً اجتماعاً قبائلياً له دوره السياسي والاجتماعي الكبير فقد مثّل عكاظ لقبائل العرب تجمعاً لشيوخ القبائل بعشائرهم وتعقد فيه مواثيق وتنقض فيه أخرى كما كان السوق مضماراً لسباقات الفروسية والمبارزة وسوقاً تجارياً واسعاً تقصده قوافل التجار ومنتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل وغير ذلك .

وأعلن سموه في ختام كلمته بشرى صدور الأمر السامي الكريم بتشكيل لجنة عليا من إمارة منطقة مكة المكرمة والهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة المالية لتطوير محافظة الطائف وتنميتها سياحياً وتأهيل المعالم الحضارية والتراثية والمواقع المختلفة بالمحافظة والرفع في ذلك للمقام السامي .

بعدها شاهد سمو الأمير خالد الفيصل والحضور مسرحية بعنوان (زهير بن أبي سلمى) من تأليف الدكتور شادي عاشور وإخراج رجاء العتيبي وأداء مجموعة من الممثلين .