زعموا أن السليك بن السلكة خرج يريد أن يغير في ناس من أصحابه، فمر على بني شيبا، في ربيع، والناس مخصبون في عشية فيها ضباب ومطر، فإذا هو ببيت قد انفرد عن البيوت عظيم، وقد أمسى.

فقال لأصحابه: كونوا بمكان كذا وكذا حتى آتي هذا البيت، فلعلي أصيب خيرا، أو آتيكم بطعام، فقالوا له: افعل.

فانطلق إليه وجن عليه الليل، فإذا البيت بيت يزيد الشيباني، وإذا الشيخ وامرأته بفناء البيت، فاحتال السليك حتى دخل البيت مؤخره، فلم يلبث أن أراح ابن الشيخ بإبله في الليل، فلما رآه الشيخ غضب، وقال: هلا كنت عشيتها ساعة من الليل! فقال ابنه: إنها أبت العشاء! فقال يزيد: إن العاشية تهيج الآبية!


ثم نفض الشيخ ثوبه في وجهها، فرجعت إلى مراتعها، وتبعها الشيخ حتى مالت لأدنى روضة، فرتعت فيها، وقعد الشيخ عندها يتعشى وقد خنس وجهه في ثوبه من البرد.

وتبعه السليك حين رآه انطلق، فلما رآه معتنزا ضربه من ورائه بالسيف فأطار رأسه، وأطرد إبله، وبقى أصحاب السليك- وقد ساء ظنهم، وخافوا عليه، فإذا به يطرد الإبل، فأطردوها معه.