لابد من وقفة صادقة مع أنفسنا، نتعرف فيها على أحوالنا، وماذا قدمنا خلال العام الهجري الماضي، فإذا كان خيراً حمدنا الله عليه، وسألناه مزيداً، وإن كان تفريطاً أو تقصيراً أو خطايا وذنوباً، سعينا بصدق إلى إزالته، ما دام في العمر بقية ومتسع، وعفا الله عما سلف. العام الهجري الماضي 1442 عام كامل، شهور وأيام وساعات ذهبت، وتذهب معه ذكرياتنا الماضية وآلامنا وآمالنا، فرح وحزن، ولا تعود أبداً.
يقبل العام الهجري الجديد 1443 فاتحاً ذراعيه، ليأخذ قطعة من نفوسنا وجزءاً جديداً من حياتنا.. نرجع للأمس القريب ونقول ما أسرع الأيام والليالي، عام كامل انصرفت أيامه وتفرقت أوصاله، وقد حوى بين أيامه حِكماً وعبراً وأحداثاً وعظات.
فكم شقى فيه أناس، وكم سعد فيه آخرون، وكم طفل تيتم، وكم من امرأة ترملت وتطلقت، وكم من مريض تعافى بقدرة الله -عزَّ وجلَّ- وكم من سليم معافى توارى في التراب في لحظة، وكم من أفراح تنقلب أتراحاً!.
الأيام تمضي والعام بأكمله ينصرف وربك يخلق ما يشاء ويختار ما بين لحظة وأخرى، يا لعظمتك يا الله نجد أعواما تنقضي، تزيد العاقل عظة وعبرة، وتنبه الجاهل من سبات الغفلة.. وما أحرى المؤمن العاقل وهو يعي حكم الله أن يقف مع نفسه في كل نهاية عام وقفة تأمل وحساب.
إن الحياة الحقيقية هي أن تجعل الدنيا وسيلة للآخرة، فإن ما يعمله ويعمره الإنسان في طاعة الله هو الباقي، وغير ذلك يكون هباءً منثوراً.
وفي الختام.. يعلم الناس جميعاً أن أغلى ما يملكونه هو الوقت والعمر، فكل يوم ينقضي هو من أعمارنا، ويجب الاستفادة منه فيما يرضي الله -عزَّ وجلَّ- وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «خير الناس من طال عمره وحسن عمله».