بسرعة تلتقط أرغفتها، واحدا تلو الآخر، بمهارة من فوهة التنور دون أن تمس ذراعها حافة فوهته المتوهجة، لترصف كل أرغفة خبزها على حافة دكة طين بجنبها، لتبرد قليلا، قبل أن تضعها في المخمر الخشبي دون أن تنسي أن تلقي برغيف خبز لكلبها (لذوگ)، كما اعتادت أن تناديه، بعد أن تغمسه له بماء بل العجين، كي لا يحرق فمه، فهو قد اعتاد أن يربض قبالتها في كل مرة تخبز فيها العجين على التنور، وهو يلهث، ولسانه يسيل لعابا بانتظار أن تعطيه وجبته كما عودته، قبل أن تهم بحمل مخمر الخبز على رأسها، وتنصرف به إلى الدار.