توقعت مصادر مطلعة في العاصمة السودانية أن يصل رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت الخرطوم خلال 48 ساعة في أول رحلة خارجية يقوم بها منذ إعلان استقلال دولته. وأكد مصدر رفيع بحكومة الجنوب أن كير سيلتقي خلال زيارته بالرئيس السوداني عمر البشير وكبار المسؤولين السودانيين لمناقشة مجموع الملفات العالقة، وأن الزيارة تهدف إلى التأكيد على رغبة الجنوب في علاقة مميزة وقوية مع الشمال، مؤكداً أن مباحثات الجانبين ستشمل كل القضايا العالقة وفي مقدمتها قضية البترول والحدود إلى جانب الأوضاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وكيفية الوصول إلى استقرار في المنطقتين. وكان رئيس الجنوب قد استبق زيارته للشمال بإعلان استعداده لمواصلة المفاوضات من أجل الوصول إلى حلول للقضايا العالقة، مؤكداً رغبته في التوصل لاتفاق سلام شامل ومزيد من التعاون في الفترة المقبلة. وفي ما يبدو أنه انتظار لما ستسفر عنه مباحثات الرئيسين تأجلت مفاوضات الخرطوم وجوبا التي كان من المقرر أن تلتئم بأديس أبابا.
وفي اختراق جديد للجمود الذي ساد مباحثات الجانبين خلال الفترة الماضية أعلن في الخرطوم عن التوصل لاتفاق يقضي بإنشاء عشر نقاط على الحدود بين الدولتين التي يبلغ طولها 2200 كلم، وقيام فرق رقابة مكونة من الجيش السوداني والجيش الشعبي والجانب الأثيوبي، مهمتها التحقيق في التجاوزات على الحدود. وفي تصريحات صحفية وصف وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين الاتفاق بأنه نقلة نوعية وخطوة كبيرة في اتجاه حسم القضايا التي لا زالت عالقة بين الجانبين.