على مدى مرحلتين بدأ مشروع مراحل إكثار النخيل في منطقة نجران الذي يشرف عليه مركز أبحاث البستنة في المنطقة، بجهود المهندس المشرف على المشروع، نائب مدير المركز يوسف حمد آل جريب يظهر بعض نتائجه، حيث يتم العمل عليه تحت مظلة وزارة البيئة والمياه والزراعة، وبتعاون المزارعين الذين طالبوا به كثيرًا لأنه يحفظ الأصناف النادرة والمميزة من نخيلهم من الانقراض، وبدأوا يتلمسون ثمار بثقتهم بالمشروع والقائمين عليه.

وتقوم فكرة المشروع على انتقاء الأصناف المميزة والنادرة من النخيل واستخدام التقنية والأبحاث لإكثارها والاهتمام بها، مع ما يضفيه ذلك من قيمة إضافية إليها.

وعن مراحل العمل، وتشجيعًا للمزارعين على التعاون في المشروع الذي يقود في جزء كبير منه على إسهاماتهم، وفي حال وجود فسائل للنخيل المميز، قال آل جريب «قمنا بعدة خطوات، منها جمع أفضل أصناف التمور بالمنطقة من خلال الزيارات الميدانية للمزارع وأسواق التمور، وتم اختيار النخيل المميز والنادر بالمنطقة وتحديد مواقعه وأسماء مزارعيه المالكين له، واستمررنا في المتابعة لذلك النخيل الذي سبق تحديده لأكثر من موسم للتأكد من استمرارية جودة وسلامة الإنتاج وتسجيل أي ملاحظات، مع إضافة أي عينات جديدة، ونشرنا رقم الجوال بين المزارعين يتم عبره التواصل معهم وإطلاعهم على عينات التمور المميزة لديهم ومتابعة مطابقتها لإنتاج النخيل في موسم الإنتاج وتوثيق ذلك».


هندسة وراثية

‏أضاف آل جريب «أبقينا خلال تلك الفترة على التواصل المستمر مع مختبر الهندسة الوراثية بالوزارة لمتابعة أفضل وأحدث الطرق العلمية لإكثار النخيل».

وأضاف «قسمنا العمل على مرحلتين:

(الأولى): إكثار النخيل التي لا يوجد تحتها فسائل ممثلة للأم مع عدم الإضرار بالنخلة، وذلك عن طريق تقنية الإكثار باستخدام النورات الزهرية المؤنثة، وبأخذ بعضٍ من طلع النخيل بطريقة علمية قبل عملية التلقيح وقبل تفتح الطلع وتغليفها وإرسالها بأسرع وقت لمختبر الهندسة الوراثية في الوزارة، وهو الذي يشرف عليه مجموعة من الزملاء المميزين في هذا المجال بمشاركة خبير (بروفيسور) متخصص في الإكثار، وكذلك تجربة مجموعة من أصناف النخيل بالمملكة التي يتم إكثارها بهذه الطريقة وإثبات ذلك علميا من خلال المشاركة بأصناف منطقة نجران في التجربة، ولقد نجحنا في الحصول على فسائل تمت أقلمتها وخروجها من المختبر وزراعتها في الحقل الخاص بها لمتابعتها حتى مرحلة الإنتاج ومطابقة الثمار مع إنتاج النخيل الأم، واختبار ثباتها وراثيا، وسيتم إعلان النتائج في حينه».

مرحلة ثانية

‏واصل آل جريب «ركزت المرحلة الثانية على إكثار النخيل المميز الذي يوجد تحته فسائل ممثلة للنخلة الأم، وذلك عن طريق أخذ الفسيلة وإرسالها لمختبر الهندسة الوراثية لإكثارها عن طريق أنسجة الجمارة».

وأضاف «هذه الطريقة تتطلب كسب ثقة المزارع لنحصل على بعض الفسائل المميزة وهي مهمة جدا لدى مالكها، خصوصًا مع فقدان الأمل بالإكثار لكثرة المنظرين في الموضوع دون تقديم نتائج عملية».

وتابع «توجهت إلى الوزارة والتقيت وكيلها للزراعة المهندس أحمد بن صالح العيادة ونقلت له جميع مطالبات أصحاب النخيل المميز بشفافية ووضوح، وأكد أن الموضوع يحظى بمتابعة الوزير المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، وصدرت التوجيهات بتحقيق جميع طلبات المزارعين الذين تم إبلاغهم بتوجيهات الوكيل، وتمت الكتابة لهم رسميا بما يضمن حقوقهم، وبما يمنحهم الأولوية في الحصول على الفسائل التي سيتم انتاجها عن طريق فسائلهم بالنسبة المتفق عليها معهم».

5 فسائل نادرة

‏أضاف آل جريب «تم الحصول على 5 فسائل من أفضل الأصناف بالمنطقة والإشراف على عمليات فصلها من الأم في نفس اليوم، ونقلها على الفور للمختبر، والمشاركة معه في عمليات التجهيز المبدئية لاستخراج الجمارة تمهيدًا لإكثارها».

وأوضح «الفسائل المنتجة بهذه الطريقة تكون مطابقة للنخلة الأم، وقد تم دخول تلك الفسائل لمختبر الوزارة مطلع ربيع أول الماضي، وستكون هذه الفسائل المنتجة إن شاء الله هي بداية الخير لإعادة منطقة نجران واحة نخيل كما كانت سابقًا، وستستمر عمليات الإكثار وإضافة أي فسائل مميزة أخرى».

سوسة النخيل

يقول المزارع حمد عايض حشيش «فقدنا كثيرًا من نخيل المنطقة النادر والمميز بسبب انتشار سوسة النخيل الحمراء، وقد راجعت الوزارة أكثر من مرة محاولين المحافظ على النخيل والاعتناء به لأهميته ولكون نجران واجهة النخيل التي يتوافد إليها كثيرون لشراء تمورها، وقد كفل مشروع إكثار النخيل المميز الحفاظ على هذه الأصناف النادرة وإكثارها وإعادة نشرها بالمنطقة».

مهددة بالانقراض

يرى المزارعان محسن هادي الكنفري وعلي ظافر آل حارث أن «المنطقة التي تشتهر بالتمور النادرة مثل المواكيل والبياض وعدد من الأصناف الأخرى، باتت أصنافها هذه مهددة بالانقراض، وانعكس هذا ارتفاعا في أسعارها بشكل كبير، وكدنا نفقد الأمل في إكثارها، ولكن ومع هذا المشروع عاد إلينا الأمل من جديد».

وقال المزارعان علي حسين آل منصور وعلي صالح آل قريش «يحظى النخيل بالاهتمام الأول لدى مزارعي المنطقة، ومن النادر أن تخلو مزرعة بالمنطقة من أشجاره، ويتركز اهتمامهم على الأصناف النادرة والمميزة منه، وهي التي مردود اقتصادي كبير سنويا لجودة إنتاجها وارتفاع أسعارها، لذا فإن إكثارها كان هاجسًا يشغل أبناء المنطقة».

المشروع

مشروع إكثار نخيل نجران

مركز أبحاث البستنة في نجران

المشرف

وزارة البيئة والمياه والزراعة

التنظيم والتعاون

مختبر الهندسة الوراثية بالوزارة

2

المراحل

انتقاء الأصناف المميزة والنادرة واستخدام التقنية والأبحاث لإكثارها

الفكرة

المحافظة على الأصناف النادرة والمميزة وإكثارها لجدواها الاقتصادية

الغاية