قد أتفهم الاستراتيجيات التي تنتهجها إدارة الأستاذ محمد المسحل لو كانت تشرف على إدارة لتطوير الفئات السنية في المملكة أو جهة تعنى برسم (منهجية) الكرة السعودية.

أما أن يكون لإدارة منتخبات إقرار (10 منتخبات) كاملة باختلاف الأعمار والفئات في بلد لا يملك إلا أكاديميتين فقط فهذا مثار تساؤل محير حول فهم الأستاذ محمد وإدارته الموقرة لطبيعة المنظومة لدينا ومدى انخراطهم وانسجامهم معها.

حاولت كثيراً البحث عن تجربة أوروبية أو عالمية تطبق ما تقوم به إدارة منتخباتنا الموقرة من إقرار هذا الكم من المنتخبات السنية من أندية لا يوجد فيها على الأغلب إلا درجتان سنيتان فقط، فلم أصل إلا لنتيجة متوقعة سلفاً، وهي أن هذا العمل من صميم أعمال الأندية والأكاديميات وليس الاتحادات.

فهل تصدق أن في المملكة ينتقل أطفال صغار من منازلهم وأحضان والديهم إلى تمثيل وطنهم فوراً؟!. وحتى وإن حاولت إدارة المنتخبات تهيئتهم لهذا التمثيل فلا يمكن فهم إمكانية نجاح ذلك في ظل أن إمكانات نجاح مثل هذا الإعداد أضخم من أن تناط بإدارة تتبع لاتحاد كثيراً ما اشتكى من عدم قدرته على الإيفاء بمتطلبات الأندية والمنتخب الأول.

لذا يبدو أن إدارة منتخباتنا تطبق وبامتياز سياسة الهرم المقلوب (أهدافاً)، وذلك بلعب أدوار ليست من أدوارها، ولعل هذا ما يفسر حجم الهدر المادي والوقتي غير المسدد بما يوازيه من إنجازات وذلك لأن (بوصلة) إدارة المنتخبات ضائعة بين أدوار المسؤولية الاجتماعية والتطوير غير المطلوب منها على حساب المنتخب الواجهة والثلاثة السنية المعتمدة عالمياً.