في فترة الشباب يتطلع الكثير من الشباب والبنات إلى التعارف عبر عوالمهم المختلفة، ودون أي فلترة في الاختيار!، فتجدهم يسيرون بسرعة عالية نحو السباق الفضولي الذي يتطلعون فيه إلى فك شفرات بعضهم بعضا، ويتطلعون إلى لحظة الاقتراب أكثر فأكثر، دون وعي منهم لمخاطر كل ذلك.

فمنذ أن تتفجر فيهم طاقة الحياة، ويتحولون من أطفال إلى شباب وبنات، يشرعون في التعامل مع أسرار ومفاجآت الجسد وأسئلة الفكر وتطلعات الغرائز، وغيرها من اللحظات الجديدة التي تغشى حياتهم، مما يجعلهم يحاولون استعراض أجسادهم أمام الجنس الآخر، ظنا منهم أن جمال الجسد والشكل هو أهم مفتاح للوصول.

ولكن كلما كبروا في العمر كلما ضاقت دائرة الأنثى التي يريدون بسبب نقاط التفتيش التي تضعها الحياة في طريقهم، والموانع التي يضعها أهلوهم أمامهم!، ليتفاجأوا حينها بأن الأمر لا يتعلق بتعارف أنثى أو ذكر بقدر ما يرتبط بمفاتيح أخرى مثل: النسب، والجهة، واللون، والمستوى المادي، والعمر، ووجود تجربة سابقة من عدمها، وغيرها من العراقيل التي لا تنتهي!، والتي غالبا تُصيب الشباب والبنات بصدمة، تجعلهم يُعيدون النظر في مستقبل الارتباط. نعرف جميعا أن الأنثى موجودة في كل مكان، تماما كما هو حال شقيقها الرجل.


ولكن الذي علينا معرفته هو أن العقد والميثاق الغليظ سيكون على واحدة من بين كل تلك الإناث، وهي الأنثى التي وجدت المفتاح، وأصبحت رفيقة الدرب وشريكة الحياة.

بعد وجودها تُطفأ كهرباء جميع الرغبات عنهن، وتنتهي القصص التي بدأت أو لم تبدأ معهن، وتقف تجارب الماضي عند بوابة أساطير الأولين، وتتكسر قواربهن المُتربصة عند شموخ سفينة الحياة، وتتجه مساراتهن نحو عوالم أخرى، يؤدي النصيب فيها دوره على أكمل وجه.

مهما حاولت أن تبحث بفضول عن التقوقع في زحمة «نون النسوة»، ومهما ضحكت لك هذه أو تلك، ومهما سُحرت برائحة الأجساد المختلفة، ومهما انبهرت بالأقمشة المتنوعة، ومهما فُتنت بثورة العطور الأخاذة، ستبقى هناك أنثى واحدة، هي التي تُشكل حقيقة كل ذلك، هي الأنثى التي عندما تعود لمنزلك تمد يدها لك، لتواصل معها بناء كيان الحياة.