رحلة إلى الصين استمرت 30 يوما فقط، جعلت من شاب خبيرا في تقنيات الضوء والصوت. بدأ الأمر كهواية ولكنه تحول إلى طموح ورغبة، فعندما حاول أن يؤسس شركة تنثر إبداعات المؤثرات الصوتية والضوئية ويقدم خدماتها في المناسبات والاحتفالات العامة والخاصة، اصطدم بفشله في تشغيل تقنيات الصوت والضوء، فما كان منه إلا أن سافر إلى الصين باحثا عن العلم والتجربة.

لم يكن عدي باداود عاطلا أو باحثا عن عمل، بل كان يريد أن يحقق طموحات قلما يُنظر إليها بعين جادة أو مهتمة، فانتظر طويلا، حتى لو كان يملك أدوات تساعده على تحقيق تلك الأهداف أو الأحلام، إن صح التعبير.

وإن كان عدي، وهو طالب في المرحلة الأخيرة من قسم إدارة الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز، يعتبر تجربته "قصة كفاح متواضعة"، إلا أنه أدرك أخيرا أن المشروع الذي طال انتظاره نجح بشكل مفاجئ.

يقول عدي "بدأت فكرة مشروعي عندما كنت في الثانوية، فدأبت دوما على ادخار المال، وعندما أسافر مع العائلة أجلب معي بعض التقنيات المميزة والغريبة في عروض الصوت والضوء. كانت التجربة مشجعة جدا.. وفي العام التالي كونت رأس مال أكبر من مصروفي وربحي في المرة الأولى، فسافرت إلى الصين، وكنت أخطط لاستكمال ما بدأته العام الماضي وجلبت بضاعة أفضل ونجحت هذه المرة وحصدت ربحا وفيرا".

عدي اعتاد على استيراد تقنيات بسيطة مخصصة للمؤثرات الضوئية، وكان يجني منها الكثير من الأرباح، بل إنه واجه طلبا لتقنيات أكبر حجما وأوسع نشاطا، مما دفعه إلى السفر مرة أخرى إلى الصين لاستيراد مؤثرات تقنية وضوئية جديدة واسعة النشاط وتمتد إمكاناتها لمئات الأمتار أفقيا وعموديا.

وكأي مبتدئ في هذا المجال، واجه عدي صعوبات عدة، فلم تكن لديه الخبرة الكافية في تقنيات الصوت والضوء وكان يجد صعوبة كبيرة في تشغيلها، فما كان منه إلا أن عاد إلى الصين وانخرط في دورة تدريبية لمدة شهر حول تقنيات المؤثرات الصوتية والضوئية.

يقول عدي "عدت وقد أصبحت خبيرا في تشغيل التنقية الجديدة التي أضحت مطلبا في كل الاحتفالات والمناسبات، فعرفت أنها اللحظة المناسبة للبدء في مشروعي الخاص".

لجأ عدي إلى صندوق عبداللطيف جميل واستفاد من مبادرة "باب رزق"، حيث حصل على قرض لإنشاء مؤسسته التي سينطلق بها إلى عالم الأعمال.

ولكي يتمكن من إجراء تعاقدات مع الشركات التي تنظم المناسبات والحفلات، اصطدم بعدد من المعوقات كان أبرزها روتين الجهات الرسمية واستخراج الرخص والفسح التجاري. يقول "كان الجميع يريدون الكثير من الطلبات فكلما انتهيت من جهة حتى تظهر لي جهة أخرى تريد مزيدا من الطلبات مع العلم أنني كنت أتوقع الدعم من الجميع باعتباري شابا مكافحا".

ويؤدي عدي كافة أعماله الفنية ويعتمد على مساعد واحد فقط يعينه في أعمال التركيبات والتشغيل والصيانة للأجهزة، وهو عمل مجهد، حيث يبدأ تركيب المعدات والأجهزة في الصباح الباكر، ثم يبدأ تشغيلها للأجهزة بداية المساء، بمعنى أن المناسبة الواحدة تستلزم منه يوما كاملا من العمل دون توقف. ولكن عدي يعود ليؤكد أن كل ما واجهه من صعوبات تبخر بمجرد أن شاهد مشروع حياته يتحقق.

وأضاف "واجهت موقفا غريبا في الفترة الأخيرة عندما انهالت علي الطلبات للقيام بأعمال المؤثرات الصوتية والضوئية لحفلات ومناسبات الإدارات والجهات الحكومية التي وقفت كثيرا عقبة أمامي بالروتين وعدم التفهم للجديد والمتميز من الأعمال التي يجتهد الشباب في طرحها والنجاح فيها".

عدي الآن يحمل شهادة خبير مؤثرات تقنية صوتية وضوئية، ويمتلك مؤسسة للمناسبات متخصصة في المؤثرات يديرها بنفسه ويقف على الأعمال الفنية والتقنية والصيانة بنفسه ولا يعتمد أبدا على عمالة خارجية سوى عامل مساعد فقط.