فيما تقف البيوت القديمة في المنطقة المجاورة للميناء شاهدًا تاريخيًّا يدعو إلى التأمل في فنون العمارة لما امتازت بها هذه البيوت، إذ بنيت من مواد خاصة كانت تستخدم قديمًا وتميزت بامتصاصها للحرارة والرطوبة وتبقي البيوت باردة من الداخل، إضافة إلى الرواشين والأخشاب التي تزين جدران وأبواب هذه البيوت.
ومن أشهر هذه المباني التاريخية قصر المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه المسمى بقصر خزام، والذي حول فيما بعد إلى متحف يقصده السياح للتعرف على مكان صناعة القرار السعودي آنذاك، بالإضافة إلى المقتنيات الخاصة بالمؤسس كهاتفه الأسود القديم وعصاه التي كان يتكئ عليها وجملة من الصور النادرة للملك المؤسس، وهو يستقبل رؤساء الدول وأخرى للاجتماعات التي كان يعقدها مع وزرائه.
ومن التحف المعمارية القديمة أيضًا بيت نصيف، التحفة المعمارية الأعرق في جدة، والذي أخذ فيه الملك عبدالعزيز البيعة من أهل الحجاز، ومتحف بيت المتبولي وبيت آل جمجوم وبيت آل باعشن وآل قابل في حارة اليمن.
ويستطيع الزائر إلى المنطقة التاريخية الاستمتاع بتجربة التسوق وشراء التحف التذكارية والهدايا من سوق البدو وسط البلد، وفي أحد الممرات النافذة من هذا السوق يقع شارع قابل والمشتهر بمحلات الصرافة وتحويل العملات، ومحال بيع الذهب المتوارثة منذ زمن بعيد، وينحدر الطريق نحو سوق باب مكة الذي ينبعث منه روائح البهارات والأعشاب، وهو سوق مخصص لمحلات العطارة وبيع العسل ومنتجاته. وفي أزمنة محددة من السنة تفتتح ملاهي الألعاب القديمة بساحة العيدروس وهي مكان لتنزه الأطفال، إذ تنصب المراجيح والأفعوانية اليدوية والمنحدرات السريعة التي تدار يدويًّا، وتتعالى الأصوات في هذه الساحة بالأهازيج التي تروي قصص جدة القديمة، ولا يخلو المكان من عربات بيع الوجبات الخفيفة مثل البليلة والبطاطا المقلية والسمبوسة وغيرها من المأكولات التي يمكن للسائح تناولها في تلك الساحة.
وتنظم الهيئة السعودية للسياحة عبر منصة «روح السعودية» رحلات مختلفة إلى 11 وجهة سياحية متنوعة ضمن برنامج صيف السعودية تحت شعار «صيفنا على جوك»، والذي يستمر حتى نهاية سبتمبر المقبل.