لن أحتاج تغطية عينيك كي أحرمك النظر لشيء معين ولكن إصدار الأصوات لتشتيت تركيزك وتوهان أفكارك كفيل بأن يجعلك لا ترى أي شيء.

حينها لا أهتم بمنطقية وصدق ما أقوم به من ضوضاء، فالأهم لدي هو إزاحة بصرك عن مشهد لو رأيته احتمال أن يعجبك وتكون جزءا منه أيضا.

ذلك ما يقوم به بعض الأشخاص وتمارسه القنوات الإعلامية، التي تهاجمنا من كل حدب وصوب.


فهذه القنوات لا تهتم لمصداقية ما تقول ومنطقيته، المهم والهدف الأساسي هو تشتيت المتلقي عن ما يدور من حقائق حوله. زيف، تلفيق، تكهنات، واستنتاجات مرئياتهم المرتبطة بعقولهم، ذلك ما يحاولون نشره في مجتمعاتنا لخلق صورة غير واضحة الملامح، وأحيانا صورة مخيفة لمستقبل مجهول يزرعونه فيك.

إن هذا الكلام لا يرتبط فقط بأمورنا السياسية والاجتماعية على مستوى بلدنا، إنما هو أيضا في حياتنا الشخصية، فتجد هناك أشخاصا يمتهنون هذي الأفكار.

ومعالجتها بأمرين لا ثالث لهما، إما أن تغلق فم مصدر الإزعاج، وهنا تحتاج لوقت وهذا ما يريدونه منك أحياناً، بدخولك معهم بمهاتراتهم وأكاذيبهم.

أو أن تغلق أذنيك عنهم وهذا ما يجعلهم ينشغلون بأنفسهم فيحترقون من الداخل. فالمستقبل يحتاج (أن تدرك لا أن تسمع).