توفيق عكاشة في "مصر اليوم" على قناة الفراعين حكاية أخرى أو رجل من عالم آخر! لم أفهم الصورة الإعلامية التي يظهر فيها هذا الإعلامي، فهل هو مناضل سياسي أم مذيع أم مرشح لرئاسة دولة أم مجرد مهرج لا يمثل كل ما سبق؟!

يكرر الرجل هجومه على من يعتبرهم خصومه، وبعبارات لا تليق بأن تظهر على قناة فضائية يشاهدها الناس كبارا وصغارا في كل مكان.

من المفترض أن القناة الناقلة لهذا البرنامج محترفة في العمل الإعلامي ولديها توجهات تحترم مهنة الإعلام، فيظهر عكاشة وحده أمام الكاميرا، ولأنها قناة يملكها، فلا يملك خصومه حق الرد عليه أو الدفاع عن أنفسهم من التهم التي يكيلها ضدهم.

ليس من حق أي شخص يعتبر نفسه إعلاميا أن يهاجم كيانات سياسية أو دولا أو شعوبا لأنه فقط يملك القناة التي يطل من خلال شاشتها على المشاهدين؟ فهذا ليس إعلاما ولن يكون!

هذا تطرف إعلامي لا بد أن تتصدى له قوانين الدولة التي تمنع هذه الممارسات المحسوبة على الإعلام المرئي والتي لا تمثله بأي حال من الأحوال.

ومن المثير للاشمئزاز أن يتقمص عكاشة شخصية الثائر الوطني، ويهاجم في نفس الوقت ثورة 25 يناير، وينتقد شخصية الرئيس المصري السابق، ويمتدح أبرز رموز النظام، وفي نهاية المطاف يدعي أنه ثوري بطبيعته!

تحليل شخصية هذا الرجل صعب جدا، فعند مشاهدته لا تعرف الموضوع الذي يريد الخوض فيه أو المحاور التي يريد علاجها، مجرد قصص يطرحها على الفضاء، مهاجما فيها شخصيات معينة ودولا وشعوبا وأحزابا، ومرة أخرى، لا يملك أي منهم حق الرد عليه أو على اتهاماته! كل ذلك في قالب مضحك وساخر فيما وصفه بأنه برنامج تلفزيوني يخلو من أهم مبادئ المهنية الصحفية والإعلامية!

أو كما يقول بعض المصريين إن برنامجه بالفعل تحول إلى مادة كوميدية تحل بديلا عن بعض ما تقدمه قنوات الكوميديا، ولكن بشيء من قلة الأدب!