سرق موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أشهر الشخصيات الرياضية من رؤساء أندية ومسؤولين وإعلاميين من القنوات التلفزيونية التي دأبوا على الظهور فيها على مر مواسم ماضية، وأتاح لهم فرصة الإدلاء بكل ما يختلج في نفوسهم بشكل مباشر وتلقائي، ومنح لهم مزايا أكبر من تلك التي تقدمها وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة، وأهمها المصداقية وسرعة وصول المعلومة وعدم تدخل رقيب أو التزام بوقت محدد.
وبدا عدد من المشاهير والنجوم يسارعون فور انتهاء الحدث إلى طرح الرأي والفكر وتلقي ردود الفعل حيالها، ومن أبرزهم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل الذي تواصل مع الجمهور السعودي عقب خسارة الأخضر أمام أستراليا موضحا كثيرا من الملابسات لمحبي المنتخب، مستثمرا التفاعل في الاستفسار عما يطلبونه من رياضات وأمنيات يسعى إلى تحقيقها.
وفي المقابل، لا يخلو أي مجال تفاعلي من عيوب، فقد ظهرت سلبيات محدودة من البعض بغرض الإثارة أو تصفية الحسابات، لم يكترث لها أصحاب الصفحات الشخصية على الموقع، لأن الإيجابيات تفوق السلبيات.
آراء بلا رقابة
يقول مدير الفريق الكروي الأول في نادي الهلال سامي الجابر: إن "تويتر" يمنحه فرصة التواصل مع الناس بمصداقية تامة دوت تشويه أو (فبركة)، وبكل حرية للرأي وقدرة على تكذيب الإشاعات، ويقول "من حقي أن أعلن عن أخباري كسبق صحفي لي في "تويتر" وأن أتحدث حتى عن أدق خصوصيات حياتي اليومية كالخروج مع ولدي عبدالله وابنتي ريما إلى الغداء في مطعم في يوم إجازتي، خصوصا مع أولئك الذين يحبونني ويحرصون على معرفة أخباري الرياضية والاجتماعية، ذلك كله في شفافية راقية، والموقع يقدم مادة إعلامية لأفراد من المجتمع يبحثون عن أخباري، ويساعدني أحيانا في الحصول من بعضهم على نصيحة تفيدني حتى وإن كانت من بعيد لم يبح بها قريب لي على مستوى الإعلام أو الأشخاص".
وعن أولئك الذين يتذمرون من كتاباته لكل تفاصيل حياته يقول "عليكم أن تتوقفوا عن متابعتي في الموقع، فأنا لا ألزم أحدا بمتابعتي، واتركوا لي حرية التواصل مع من يحبني فقط، ومن يتمنى لي الخير".
وعن سر اجتذابه إلى الموقع، قال الجابر "إنه يوفر لي ما لا يوفره الإعلام المقروء الذي يتدخل فيه مقص الرقيب أو المسؤول، وقد يجانبهما النجاح في توضيح كل ما في النفس، بينما يعتمد تواصلي في الموقع على اجتهاد شخصي دون تدخل أحد، كما أن الفرصة في التلفزيون وإن كانت أكثر تحررا من الصحيفة، إلا أنها تظل تخضع لخطوط حمراء، ووقت محدد لا يسمح لك بالحديث عن كل ما تريد، ولا يمكن أن يتابعك فيه المشاهد أثناء ظهورك عليه، فيما يستطيع أن يدخل في أي وقت كان خلال الـ24 ساعة من اليوم ليقرأ ما كتبت على صفحتك الشخصية والتفاعل معه".
ولكل مجتمع سلبيات، يرى الجابر، ضرورة أن نتقبلها كالإيجابيات، ويقول "في النهاية هي رسالة من أجل هدف واحد، وطلب وعرض، وتسلية، فلنبتعد عن الحساسية وإلا حبسنا أنفسنا في غرفة مغلقة، دعونا نكتشف الغث والسمين لتطوير النفس، فلربما تقرأ من عدو شيئا تستفيد منه لم تقرأه من صديق".
وصول الرأي
ويصف نائب رئيس التسويق والمالية في الاتحاد السعودي لكرة القدم حافظ المدلج "تويتر" بوسيلة الإعلام الحديث التي تتميز أكثر من غيرها بإيجابيات عدة مقابل سلبيات محدودة.
ويقول المدلج "أهرب إلى "تويتر" من مقص الرقيب وظروف الطبعة أو عدم الحصول على الصحيفة أو القناة التلفزيونية اللتين قد تحدان من الانتشار ووصول الرأي، وهذا هو عصر الهواتف الذكية والإعلام الحديث المتعدد، فقد أصبح الجهاز في متناول اليد يسمح بتداول المعلومة بشكل مباشر دون تدخل أي مراقب".
وحول وجود السلبيات، يقول المدلج "البعض يؤثر على الغالبية التي تتواصل بهدف الحوار البناء والبحث عن الحقيقة وتطوير الذات ورفع مستوى النقاش بشكل عام، هذه الأقلية وهذه النوعية من الناس، للأسف هدفها الدخول إلى "تويتر" وغيره من وسائل التواصل للإثارة وتصفية الحسابات والانتقاص من الآخرين بأسلوب يثير الاستغراب، لكننا كمدونيين إن صح التعبير، يجب ألا نشغل بالنا في أمور مثل هذه ونركز على الغالبية العظمى من الناس".
ويتابع "لدي أكثر من 14 ألف عضو، إذا وجدت 1 في الألف منهم يسيئون والبقية طرحهم مثالي وإيجابي، ويناقشون بهدف المصلحة العامة، فإن هذا العدد يكفيني، والحقيقة الغالبية العظمي تحترم الوسيلة وأعضاءها بشكل عام".
ولمن يعتب لعدم الرد عليه، يعتذر المدلج ويقول "البعض يلح بالطلب للرد على استفساراته وأعتذر منه على التقصير، لكنه من غير المعقول أن أتواجد طوال اليوم على الموقع، إنما أحاول قدر المستطاع تخصيص ساعة في اليوم للتواصل إذا سمحت الظروف".
حماية
ويرى مقدم برنامج "في المرمى" على قناة العربية، الزميل بتال القوس، أن "تويتر" يمنحه فرصة التواصل بشكل مباشر ومن خلال وسائل متاحة وسهلة كالايفون والبلاك بيري، ويحمي صاحب الصفحة من الاختراق أو انتحال شخصيته، ويقول "في الفيس بوك وبعد مفاوضات طويلة مع منتحلي صفحتي الشخصية على الموقع خفّض عددها إلى 24 صفحة، وهذه الحماية دفعت كثيرا من الناس إلى اللجوء لموقع "تويتر".
ويضيف: "على "تويتر" يجري الحوار وردود أفعاله بسرعة وسهولة وهي وسيلة من وسائل التواصل الحضاري مع المتابعين حتى إنني جمعت كثيرا من الأصدقاء وأسعد بوجود أصدقاء جدد يومياً، وهو موقع جمع عليه عدد كبير من الشخصيات السياسية وليست الرياضية فحسب، مثل الملكة رانيا والشيخ محمد بن راشد الذي يتحدث فيه عن التغييرات في الدولة، كما أنه يغنيك عن الصحف، لأنه من الصعب أن تقرأ عشرات المطبوعات اليومية والأسبوعية فيفوت عليك كثير من المقالات الجميلة التي يوفرها لك الموقع".