خرج طلاب سوريون في احتجاجات مناهضة للحكومة في بعض المناطق في أول أيام العام الدراسي الجديد، تلبية لدعوة نشطاء إلى تنظيم احتجاجات تحت شعار "تسقط المدرسة البعثية. نحو مدرسة سورية". وأوضح النشطاء أن عددا من الطلاب بدؤوا بالفعل تنظيم مسيرات رددوا خلالها "بلا دراسة ولا تدريس.. حتى إسقاط الرئيس".

وقال النشطاء إن الاحتجاجات الطلابية انطلقت في ضواحي العاصمة دمشق وفي منطقتي باب عمرو والحولة بمدينة حمص. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن فإن نصف الطلاب السوريين على الأقل لم يتوجهوا إلى المدارس أمس. وقالت مجموعة من الطلاب الجامعيين في بيان على موقع فيس بوك "نريد أن نقول للنظام الحاكم بأن نظامه التعليمي مرفوض لأنه يستغل من قبل الرئيس بشار الأسد لتعزيز نفوذ حكومته وغسل عقول أبنائنا".

وتزامنت الاحتجاجات، مع تأكيد هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي في سورية أمس دعمها للثورة الشعبية حتى إسقاط النظام الذي وصفته بـ "الفاسد". وقالت الهيئة، في البيان الختامي لاجتماعها، الذي ضم 300 شخصية يمثلون أحزابا وتيارات سياسية مختلفة، في دمشق، إنها تعتبر نفسها جزءا من الثورة الشعبية وفي قلبها. ورأت أن العامل الحاسم في حصول التغيير بما يعنيه من إسقاط النظام الاستبدادي الأمني الفاسد هو استمرار الثورة السلمية. وتابعت، لذلك يدعو المؤتمر جميع القوى والفعاليات إلى الاستمرار في الانخراط في الثورة، وتقديم كل أشكال الدعم لها لتحقيق أهداف الشعب السوري في الحرية والكرامة والديموقراطية. ودعا المؤتمرون إلى الوقف الفوري لقمع المتظاهرين، والحفاظ على سلمية الحراك الشعبي، محذرين من مخاطر عسكرتها، وداعين إلى عدم الانجرار وراء دعوات التسلح.

وطالب المؤتمرون الجيش السوري والقوى الأمنية بضرورة مراجعة ممارساتها حيث إنه لا انتصار لجيش على شعبه، وشددوا على أن المدخل يبدأ بإنهاء الحل العسكري ـ الأمني بما فيه السماح بالتظاهر السلمي وانسحاب الجيش إلى ثكناته ومحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإجراء مصالحة بين الجيش والشعب.

في المقابل، واصل الرئيس الأسد أمس لقاءاته مع وفدين روسي وأميركي يزوران سورية حاليا. وكان الأسد أكد خلال استقباله وفدا روسيا برئاسة نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي إلياس أوماخانوف, أن "كل خطوة إصلاحية أقرتها الحكومة كانت تقابل بتصعيد وضغوط خارجية سياسية وإعلامية، محذرا من أن "التدخل الخارجي يهدد بتقسيم وتفتيت دول المنطقة ويزيد من خطر التطرف فيها"، مثمنا "الموقف الروسي المتوازن والبناء من تطورات الأحداث في سورية وحرصها على الأمن والاستقرار فيها".

وكان الأسد التقى أيضا وفدا من الكهنة الأميركيين وأكد لهم أن "سورية كانت وستظل بلاد المحبة والتسامح والتآخي الديني وأن ما يجري هو محاولة لاستهداف الوحدة الوطنية التي ستظل سورية مضرب المثل بها في العالم أجمع".

وفي القاهرة، طالب رئيس البرلمان العربي على سالم الدقباسي "بتجميد عضوية سورية واليمن في جامعة الدول العربية ومؤسساتها على غرار ما حدث في ليبيا".

ووصف الدقباسي "ما يجري في سورية بأنه يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية".

وقال على هامش الاجتماعات التحضيرية للدورة العادية للبرلمان التي بدأت بالجامعة العربية "مطلوب اتخاذ قرار من البرلمان في اجتماعه غدا باعتبار أن البرلمان هو سيد قراره".