صاحبي وجاري العزيز أبو فيصل يسمع لي ويزعم أنه يستمتع بالحوارات والنقاشات التي تدور بيننا بمثل ما أنا أستمتع أيضا بآرائه وأفكاره وتعليقاته، لكنني مؤخرا لاحظت أن صاحبي دائما ما يختم حديثه بعبارة (ما فيه فايده).

وقد لاحظت أن في جلسات العائلة الأسبوعية، وفي ديوانية الأصدقاء الخميسية، هناك أيضا حضور قوي لعبارة (ما فيه فايده) بعد كل نقاش.

ويبدو أن جاري رائد انتقلت إليه عدوى أبو فيصل فقد لاحظته دائما ناقدا وساخرا من برنامج (الثامنة) الذي يقدمه الزميل داود الشريان على قناة (إم بي سي)، قائلا بنبرة استغراب وتهكم (وبعدين؟).

رائد يزعم أن مثل هذه البرامج هدفها تفريغ شحنات المواطنين مما يحاصرهم من ضيق وتذمر تجاه بعض الخدمات، ويرى أن هامش الحرية المتاح لتناول قضايا الوطن بكافة مناحيها عبر كافة وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، الرسمية والخاصة ما لم يقابلها تفاعل واستجابة من قبل الجهات التنفيذية والمعنيين بما يطرح ويناقش فإن كل ما يدور في ساحتنا المحلية من حوارات ونقاشات ستكون مخرجاتها معنونة بعبارة (ما فيه فايده).

وذات العبارة تطل علينا كبطل لا نظير لها بين كل العبارات المسطرة والمتداولة على صفحات (النت) عبر تعليقات القراء على ما ينشر ويكتب من أخبار ومقالات، وحسب رأي صديق في موقع المسؤولية أطلب منه أحيانا قراءة ما يسطره القراء على ما يكتب بخصوص الجهة التي يعمل بها لعله يستفيد منها أو يأخذ بما يرد في تلك التعليقات من آراء وأفكار فيرد علي بكل برود (وسع صدرك) وإذا أراد أن يحبطني بشكل أكبر استبدل عبارة (وسع صدرك) بـ(يصير خير)، وإذا أراد مني الخروج من مكتبه أو إنهاء المكالمة الهاتفية التي محورها نفس الموضوع قال لي (زين زين)، فوجدت نفسي أردد نفس العبارة التي أشتكي منها ويضايقني سماعها قائلا: (يبدو ما فيه فايده)!