مبادئ وثوابت راسخة ومنهجية مرنة تشكلت وصولا إلي «رؤية 2030» بجميع الاتجاهات، ومنها على سبيل المثال جائحة «كورونا»، وكيفية التعاطي معها بكل مراحلها، وما صاحبها من حزمة من الإجراءات الاقتصادية، حتى أصبحت مثالا مشرفا يحتذى به بين مصاف الدول الكبرى، بل تجاوزتها بمراحل.
ومن أهم القرارات الحكيمة والمسؤولة تجاه العالم الإسلامي إقامة شعيرة الحج، وعمل الخطط اللازمة للحفاظ على الأنفس البشرية، وفي الوقت نفسه المحافظة على إقامة الحج في هذا الظرف الذي يمر على العالم أجمع، وكذلك الحفاظ على الأمن ورغد العيش، هذه النعمة التي افتقدتها معظم الدول العربية.
تجربتي الشخصية في العراق سابقا كانت مريرة بسبب تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي قتل آلاف الأشخاص الأبرياء، وعبث بأمن المنطقة، إذ صادر هذا التنظيم جميع ممتلكاتي التجارية، وفي 2010 فجروا منزلي ومكتبة العائلة العامة في الموصل، وتسببوا في تهجير وتشريد آلاف المواطنين.
هذا السرطان، المسمى «داعش» أو «القاعدة»، أو غيرها من المسميات، يبث أفكاره المسمومة في كل الوسائل، ويسعى لتجنيد الشباب من مختلف دول العالم دون كلل أو ملل.
وفي هذا البلد الأمين «المملكة العربية السعودية»، كانت مكافحة هذا الداء ناجعة، وتجربة المملكة في القضاء على الإرهاب باتت أنموذجا يحتذى به في سائر دول العالم من ناحية الحرب بالسلاح والحرب بالفكر، وكشف زيف حجج الخوارج على الدين، إلا أن هذا الفكر، الذي ما زالت تنتشر جرائمه في عواصم أوروبية، ويهدد المجتمع الآمن، ينبغي ألا نأمن جانبه على الإطلاق، خصوصا في المملكة، فهذا البلد مستهدف بكل أنواع الإرهاب، خصوصا أنه قبلة المسلمين ومهبط الوحي، وعلى شعب المملكة الكريم، وكل من يقيم فيها، أن يكونوا صفا واحدا أمام المخاطر التي تحيط بهم من خلال الالتفات حول قيادتهم، ورجال الدين المحافظين على العقيدة السمحة التي جاء بها محمد، صلى الله عليه وسلم، والحذر من جماعات الإخوان وما شابهها.
العالم اليوم يترقب كل خطوة تقوم بها المملكة، التي باتت رقما ليس بالسهل في الاقتصاد العالمي، ودورها الكبير في تشكيل التحالف الإسلامي على الإرهاب بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان، والإصلاحات الكبيرة التي اتخذتها المملكة، من قيادة المرأة وتقنين الأنظمة والتشريعات، لا يسع المقال لذكرها. ولهذه الأسباب وغيرها، باتت المملكة دولة قوية ومؤثرة في صناعة القرار السياسي عالميا، فأمنها واستقرارها هو استقرار لكثير من الدول، وهذه مسؤولية ليست على مواطنيها فقط، بل مسؤولية تقع على كل مسلم غيور. ولذلك، نقول إننا مؤمنون إيمانا تاما بوعي هذا البلد، الذي له فضل علينا جميعا في الدول العربية والإسلامية، فالمملكة هي العمق العربي الإسلامي، ولم تتخل يوما عمن يطلب مساعدتها المادية أو المعنوية.
أقول هذا الكلام، لأنني لمست وعشت معاناة فقدان الأمل والأمن، ولأنني عشت في هذا البلد أكثر من 15 عاما، ودرس أبنائي في مدارسه، وأكلت من خيره.
أقول هذا الكلام، لأننا بتنا لا نأمن من أقرب الناس في دول بات الأمن المطلب الوحيد فيها.