إن استغلال الجهود وهدر طاقات المتطوعين في مثل هذه الأعمال وغيرها، من شأنها تنفير المتطوع وتشويه معنى التطوع الحقيقي، والذي يتميز بتقديم الخدمات الإنسانية الكثيرة، كزيارة المرضى أو مساعدة المحتاجين أو تقديم التثقيف العلمي والصحي والبيئي وخدمة ذوي الإعاقة وغيرها.
الكثير من الخدمات التي يكون انعكاسها على أفراد المجتمع وتحقيق الهدف المنشود من التطوع، وليس «توفير مصاريف العمالة» عن المنشأة الراغبة بمتطوعين. إن وزارة العمل والموارد البشرية ووزارة الصحة وغيرهما من الوزارات -مشكورة- حرصت على نشر الثقافة التطوعية وتعزيزها عبر منصاتها، إلا أن تلك المنصات -من وجهة نظري- تفتقر لتطوير بعض الأدوات المهمة التي تعني بالمتطوع، كمتابعة المهام والأعمال التي كلف بها المتطوع أثناء فترة تطوعه، وهل توافق ما طرح من قبل المنصة، وفاعلية قبول المتطوعين وجدية التواصل معهم من قبل الجهة ومدى رضا المتطوع، وتقييم الجهة، كي لا تكون المنصات التطوعية شاشة عرض وقبول فقط.
إن رؤية المملكة 2030 ترتكز على العمل التطوعي من أجل الوصول إلى مليون متطوع في القطاع غير الربحي، وزيادة مساهمة القطاع غير الربحي في إجمالي الناتج المحلي إلى 5%، ولا شك أن هذه الرؤية والطموح والثقة العالية من سمو ولي العهد بأفراد المجتمع لم تأت من فراغ، بل لوجود شعب شغوف، يأمل سموه أن يرى الأثر الحقيقي لهم في المعنى الحقيقي للتطوع والرقي بالمجتمع.