أحد أهم الملفات المتعلقة بالبطالة ملف حملة الدرجات العلمية العليا؛ مثل الماجستير والدكتوراه، الراغبين في العمل الأكاديمي والذين نقرأ تغريداتهم كل يوم وشكاواهم من أن الجامعات تستعين بغير السعوديين وترفض تعيينهم، ولعل التبرير الأول عند الجامعات هو امتداد التخصص.
هذا يذكرني بموقف حدث للدكتور فاروق الباز وهو أحد أعمدة وكالة ناسا للفضاء ورجل يعتبر فخرًا للعالم العربي وليس مصر فقط.
يقول الدكتور فاروق إنه عندما عاد من بعثته لمصر قابل موظفًا في جامعة تعتبر نائية في مصر وأبلغه الموظف أنه سيدرس كيمياء لأن تخصصه في البكالوريوس كيمياء، حاول الدكتور فاروق أن يوضح للموظف أن درجته العلمية في الماجستير والدكتوراه كانت جيولوجيا، لكن الموظف أصر وأخبره بأنها قوانين وزارة التعليم؛ فرحل الدكتور فاروق لتستقطبه وكالة ناسا لتخصصه في الماجستير والدكتوراه ويبرع في مجاله.
كذلك ذكرت الزميلة مشاعل با طرفي في مقال لها القضية نفسها أن جائزة نوبل لا تهتم بامتداد التخصص، بل إن عددًا هائلًا من الفائزين بها فازوا بأبحاث وجهود ليست من تخصصاتهم في البكالوريوس ولا الماجستير أو الدكتوراه مثل العالم الأمريكي إيريك بيتزيج، وهذا دليل قوي على أن براعة الباحث لا تنحصر في تخصصه الأساسي فقط بل تشمل التخصصات المقاربة له.
في رأيي أن هناك أسبابًا غير معلنة لهذا الرفض، وبخاصة ونحن نرى غير سعوديين يعملون أكاديميين مع عدم توافر هذا الشرط عندهم، بينما نرى أعدادًا هائلة من المبتعثين يبحثون عن عمل ولا يجدونه.
هؤلاء الخريجون هم استثمار لبلادنا، وكل يوم يقضونه بلا عمل هو خسارة لهذا الوطن؛ لذا نحتاج لحل يلغي هذا الشرط ويجعل من عدد استقطاب الجامعات للمبتعثين والخريجين الشباب مؤشرًا على جودة عملها وبخاصة جودة أداء رئيسها، وعندها فقط لن يبقى دكتور عاطلًا عن العمل.