كسر نادي الباحة الأدبي ليلة أمس قاعدة عزوف أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية عن حضور اجتماعاتهم المبرمجة سلفا بحجة رفض سياسة وزارة الثقافة والإعلام في التعاطي مع نتائج الانتخابات وما حدث بعدها من طعون، إضافة إلى عدم استجابة الوزارة – على حد تعبيرهم – لمطالبهم بإعادة الانتخابات، والواقع أن إشكالية المثقفين الذين انضموا لتلكم الجمعيات في أول تطبيق للائحتها الجديدة لا تكمن في شخصنة بعض مواقفهم فحسب، وإنما – وهذه وجهة نظر- في عدم إدراك بعضهم للدور المنوط به باعتباره عضوا عاملا في جمعية ناد أدبي يُعنى أول ما يُعنى بدعم مسيرة الثقافة والإبداع في منطقته وصولا إلى المشهد الأكبر والأعم الذي يمثل واجهة الوطن الثقافية ونتاج مبدعيه.

منذ عشرين عاما خلت وأنا أشرف بعضوية نادي أبها الأدبي العريق، كنا نحضر فعالياته، ونشترك في إعداد بعضها ونمارس عملنا من خلال اللجان دون أن نسأل أو ينتابنا شك فيما يقرره مجلس الإدارة آنذاك، كانت الثقة هي الرباط الوثيق بيننا وبين أعضاء المجلس وكانوا – وهذه شهادة مني – كما عهدنا وعرفنا عنهم من خدمة حثيثة لمبدعي المنطقة، ودعم متواصل لمثقفيها ورفد غير محدود لحضورها في كل المحافل ذات العناية والشأن، فما الذي حدث ولما يزل يحدث اليوم وقد عملت الوزارة على وضع إطار عام للعمل المنظم المسؤول متمثلا في لائحة عولجت كثيرا ثم أقرّت أخيرا؟!.

على كل عضو في الجمعية العمومية أن يتساءل أولا لماذا أقدم على الانضمام إلى الجمعية العمومية، فهدفه محدد لسلوكه فيما بعد، فإن كان الهدف والغاية لا يتجاوزان مقعدا من المقاعد العشرة من أجل دراهم معدودة فبئس الهدف أيا كانت الوسيلة، وأما إن كان قد أقبل يروم عملا فاعلا وحضورا منتجا وتضحية صادقة وتعاونا مثمرا في سبيل الرقي بشأن الثقافة وبثها بين شرائح المجتمع فنعمّا هو، ومرحبا به يدا مع الأيدي العاملة في حبٍّ ووضوح، ثم عليه أن يعرف أن وجوده ضمن قائمة الجمعية لم يخضع لكبير اختبار إذ هما شرطان في اللائحة تحققا عنده على أنه استثني عدد كبير على الرغم من عدم تحقق الشرطين باعتبار الحضور الثقافي، ومظلة النادي التي شملت الجميع فلا يمكن إخراج متفاعل في الحضور لأنه ليس متخصصا في اللغة العربية أو ليس له نتاج، وقد كان هذا خللا في استخدام ثغرات اللائحة سمح لغير المهتمين والشداة بالانضمام إلى الجمعية.

من أنت؟ سؤال عميق لكل عضو من أعضاء الجمعية العمومية عليه أن يجيب عليه بصدق مع النفس، والإجابة كفيلة بانتشاله من وهم الخداع، ومتواليات الغمز والهمز والتثريب.