شهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسُلطان عُمان السلطان هيثم بن طارق، بحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، توقيع مذكرة تفاهم بشأن تأسيس مجلس التنسيق السعودي العُماني، ووقع المذكرة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية بسلطنة عمان بدر بن حمد البوسعيدي.

وقدّم خادم الحرمين قلادة الملك عبدالعزيز تقديرا للسلطان هيثم بن طارق، سُلطان عُمان، كما قدم سُلطان عُمان لخادم الحرمين الشريفين، وسام آل سعيد الذي يعد أرفع الأوسمة العمانية تقديراً له.

استقبال حافل


وكان سلطان عمان قد وصل إلى أرض المملكة يوم أمس، وتحديدا إلى مدينة نيوم في زيارة دولة إلى السعودية، وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقدمة مستقبلي السلطان هيثم بن طارق لدى وصوله مطار خليج نيوم، وتعد هذه الزيارة الأولى له خارج بلاده منذ تقلده منصبه في يناير 2020 خلفا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.

وفور نزوله من الطائرة، قدمت طائرات الصقور السعودية استعراضا جوياً رسمت فيه ألوان العلم العُماني، وأطلقت المدفعية السعودية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بقدوم سلطان عُمان، وقد أجريت للسلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين، ثم استعرض حرس الشرف.

بعد ذلك تبادل التحية مع مستقبليه، وهما وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف «الوزير المرافق»، وسفير سلطنة عُمان لدى المملكة فيصل بن تركي آل سعيد.

وفي صالة التشريفات بالمطار، رحب ولي العهد بالوفد المرافق لسلطان عُمان وهم: شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، وخالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، والفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، وحمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، وبدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، والمهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقـل والاتصالات وتقنية المعلومــات، وقيس بن محمد اليوسف وزير التجـارة والصناعـة وترويج الاستثمار، وفيصل بن تركي آل سعيـد سفير السلطنة المعتمد لدى المملكة، وبعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار توجه ولي العهد وسلطان عُمان في موكب رسمي إلى قصر نيوم.

جلسة مباحثات رسمية

وعقد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسلطان عمان هيثم بن طارق جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية التاريخية والراسخة بين قيادتي البلدين، وقال بيان: «إن الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية الراسخة بين قيادتي البلدين وتوسيعًا لآفاق التعاون المشترك وسبل تطويره في مختلف المجالات بما يعود على شعبي البلدين بالخير والنماء».

وسيتم خلال الزيارة «بحث كافة جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالبلدين إلى المستويات التي تلبي تطلعات أبنائهما وتحقق الأهداف المرسومة والغايات المنشودة في كافة المجالات؛ وصولا لنتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتكفل حاضرًا ومستقبلا أكثر ازدهارًا ورخاءً وإشراقًا»، وفق ما أكده البيان الرسمي للزيارة.

اتفاقيات تعاون مشتركة

وتوقع وزير الخارجية العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أن تشهد العلاقات بين السعودية وسلطنة عمان قفزة في المستقبل القريب بمجالات التعاون والشراكة، «خصوصا في ضوء الافتتاح التاريخي المرتقب لأول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين، وما قد يتبع ذلك من مشاريع لوجيستية وبنى أساسية تكاملية واعدة».

كما أن التكامل في مختلف المجالات وتعزيز التعاون على مختلف الأصعدة الذي يستهدف تحقيقه المجلس الجديد، يتوقع أن يلقي بأثره على العديد من المشروعات الواعدة بين البلدين، إضافة إلى التنسيق المشترك على الصعيد السياسي لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة وتعزيز التضامن الخليجي.

وتتوافق الدبلوماسية السعودية العمانية في كثير من الرؤى، خاصة ما يتعلّق منها بمكافحة الإرهاب والمحافظة على السلم والأمن الدوليين، كما ينسق البلدان بشكل مكثف في كثير من القضايا الإقليمية؛ وفي مقدمتها القضية اليمنية.

على صعيد العلاقات المتنامية بين البلدين، يتوقع أن يدفع هذا المجلس في تسريع استكمال مشروع المنفذ البري الرابط بين المملكة وعُمان بمسافة تتجاوز 680 كيلومترا، والمقرر تدشينه قبل نهاية العام الجاري.

ويسهم المنفذ الجديد في اختصار نحو 800 كيلومتر من زمن الرحلة بين البلدين، كما سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورا بالطرق البريّة في السلطنة وصولاً إلى موانئها، ومنها تصدّر لمختلف دول العالم، ليسهم بعد افتتاحه في تسريع وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

وبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين المملكة وعُمان العام المنصرم 2020، نحو 3.36 مليارات دولار، شملت منتجات الحديد والصلب ومنتجات كيميائية عضوية، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عُمان 1.16 مليار دولار، شملت منتجات معدنية ومصنوعات من الحديد أو الصلب والأغذية.

وفي إطار العمل المشترك بين البلدين لتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما تشكل رؤيتا المملكة 2030 وعُمان 2040 قاسماً مشتركاً في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يحقق لكلا البلدين تنوعًا في اقتصادهما ومصادر دخلهما.

أهمية زيارة سلطان عمان إلى السعودية

- أول زيارة رسمية للسلطان هيثم إلى المملكة.

- تعكس عمق الأواصر والعلاقات بين قيادتي البلدين.

- ما تحمله من عميق تقدير السلطان هيثم للمملكة وقيادتها وشعبها.

- رفع مستوى التعاون بين البلدين من خلال إنشاء المجلس التنسيقي السعودي العماني.

- تعزيز الشراكة الاقتصادية وسبل التعاون المشترك فيما يخدم مصالحهما.