ما زال والد المريض فهد المطيري في متاهات العقبات الإدارية التي حالت دون مقاضاة مستشفى أمريكي تسبب في خطأ طبي بقلب طفله منذ 2016 وحتى الآن، مطالبا القنصلية السعودية في أمريكا بالبحث عن محامٍ مختص في سوء المهن الطبية قبل انتهاء المدة القانونية للمطالبة، المحددة بسنتين ونصف السنة.

مدة المطالبة

ذكر «المطيري» أن القنصلية أفادت بخطاب لوزارة الخارجية بانتهاء المدة القانونية للمطالبة، ولكن القانون يؤكد، بحسب ما ذكره محامي سوء التصرف الطبي في نيويورك، أن القصر ليست لهم مدد قانونية، وتحق لهم المطالبة متى شاءوا.


الإجراءات القانونية

أوضح والد الطفل أنه طيلة هذه المدة تردد على وزارة الصحة، للحصول على تقرير يثبت ذلك، بعد أن طلبه الملحق الصحي بالسفارة السعودية في أمريكا، لإكمال الإجراءات القانونية في مقاضاته، ووقف حائرا بين وزارتي الصحة والخارجية السعوديتين، الأمر الذي دعاه إلى اللجوء لهيئة حقوق الإنسان، التي بدورها خاطبت وزارة الصحة السعودية، لتوجيه الجهة المختصة بالتحقق واتخاذ اللازم، وفقا لما تقضي به الأنظمة والتعليمات ذات الصلة، ومن ثم إفادة الهيئة بما يتم.

وأطلعت «الوطن» على خطاب الهيئة الموجه إلى وزير الصحة في شعبان 1440.

آخر تقرير

صدر آخر تقرير عن متابعة قضية الطفل من مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، ليؤكد الخطأ الطبي بقلب الطفل من مستشفى «منتفيوري» في نيويورك، الذي حدث في أثناء عملية أجريت له، حيث تم جرح صمامه الميترالي، مما نتج عنه ارتجاع، ومن ثم تبديل الصمام بآخر صناعي في عمليتين متتابعتين.

تقصير الملحقية

أكدت مدينة الملك فهد الطبية بوجود تقصير من الملحقية في واشنطن بعدم متابعة الأمر بشكل كافٍ، وتوكيل محامٍ من قِبلها وليس من الجراح نفسه، كما ذكر التقرير الذي تحتفظ «الوطن» بنسخة منه.

تشخيص مخالف

حول قصة الطفل، ذكر والده فهد المطيري أن ابنه «تركي» أصيب بمرض شخصه المستشفى التخصصي على أنه متلازمة «السيف الأحدب»، ومصاب أيضا بمرض «التهاب العظام»، وهو مرض عظمي متعدد البؤر مزمن ومتكرر، إلا أن مستشفى «منتفيوري» في مدينة نيويورك الأمريكية شخّص حالة المريض بشكل مختلف، قائلا إنه يعاني سرطانا في الغدد الليمفاوية، وباشر بمعالجته كيماويا، وبعد ذلك بـ3 أشهر ادعى المستشفى أن هذه الخلايا السرطانية اختفت وتوقف العلاج. وبعد رحلة علاجية، استمرت 6 أشهر، انتهت فترة العلاج من قِبل وزارة الصحة التي أكدت إعادة المريض للسعودية، ومتابعة علاجه في المستشفى السابق، إلا أن أخصائيين في جراحة القلب بمستشفى «منتفيوري» رفضوا عودة المريض بحجة أنه يحتاج إلى تدخل جراحي في القلب، لتصحيح عيب خلقي في الصمام الأيسر. وبعد مخاطبة الجهة المسؤولة في الوزارة أكثر من مرة، وافقت الوزارة على تمديد فترة العلاج. واتهم والد «تركي» المستشفى الأمريكي بارتكاب خطأ طبي كارثي، تمثل في استبداله الصمام السليم، وبعد يومين تم تصحيح الخطأ وإجراء عملية أخرى، الأمر الذي سبب ضعفا في عضلة القلب اليمنى، وتركيب جهاز Pacemaker، وهو منظم لنبضات القلب وداعم للعضلة، والمشكلة هنا أنه سيبقى في صدر المريض مدى الحياة.

وطالب المواطن، عبر «الوطن»، الجهات المعنية، أيا كانت، سواء وزارة الصحة أو الخارجية، بمساعدته في مقاضاة المستشفى الأمريكي رسميا، كونه لا يستطيع فعل ذلك.

وقائع علاج الطفل في أمريكا:

- مطلع 2016

الطفل «تركي» يحصل على أمر علاج في نيويورك، وسافر إلى هناك.

المستشفى الأمريكي يشخص حالة الطفل على أنه مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية.

خضوع الطفل للعلاج الكيماوي لـ3 أشهر.

- 10 / 8 / 2016

المستشفى الأمريكي يجري عملية في قلب المريض بالجهة الخاطئة.

- 12 / 8 / 2016

إجراء عملية أخرى، لتصحيح الخطأ السابق.

- مايو 2017

حاول والد المريض مقاضاة المستشفى في نيويورك، إلا أن وزارة الصحة رفضت مساعدته بحجة أن المكتب الصحي في سفارة واشنطن هو المسؤول عن المتابعة.

- 29 / 10 / 2017

وصول المريض للسعودية دون مقاضاة المستشفى الأمريكي.

- 2017

لجأ الأب لهيئة حقوق الإنسان، التي بدورها خاطبت وزارة الصحة السعودية، لتوجيه الجهة المختصة بالتحقق، ومن ثم إفادتها بما يتم.

- 2018

خاطب والد الطفل وزارة الخارجية، لتوكيل محامٍ.

- 2019

كشف تقرير طبي، صادر من مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، عن الخطأ الطبي.

وأكد وجود تقصير من الملحقية في واشنطن.