بعد أفول الدولة العثمانية، شهد العالم الجديد تبادلا لمراكز القوى العالمية، وتسارعت بوتيرة عالية حركة التغيير، خصوصا بعد احتلال أمريكا اليابان، وفرض سيطرتها الكاملة على القرار الياباني بقيود صارمة، شملت الجيش والتسليح الحربي.
هيمنت الولايات المتحدة الأمريكية، بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، نتيجة الحرب الباردة، التي استمرت عقودا، فأزاحت دور محورين كبيرين مؤثرين في توازن قوى العالم، مما جعلها أكثر غطرسة وتوحشا، فعاثت في الأرض فسادا وإفسادا، وصارت تستغل هيمنتها الأحادية في إخضاع الدول التي تتعارض مع مصالحها: إما بالاجتياح أو بالعقوبات أو باللعب الاستخباراتي في تأجيج الشعوب على حكوماتها الرافضة الهيمنة الأمريكية الأحادية.
لكن في هذا الوقت، الصعب على أمريكا، تكشّفت في الأفق بوادر جدية وحقيقية، أظهرت ضعف وتراجع النفوذ الأمريكي، وصعود نجم التنين الصيني، الذي يعيش أفضل عصوره، عسكريا واقتصاديا، وكأن الصينيين قد جزموا فعلا بسقوط وتقهقر النفوذ الأمريكي، وما هي إلا مسألة وقت فقط. إن حدث هذا، فسنرى في عصرنا غياب كيان لم يكن له مثيل على مر العصور، وستسجل كتب التاريخ أحداث أفول دولة عظمى اسمها الولايات المتحدة الأمريكية، تفردت بهيمنة ونفوذ لم يسبق له مثيل على العالم لأكثر من قرن كسابقتها من إمبراطوريات مثل الإمبراطورية البريطانية والنمساوية والإسبانية والإيطالية والاتحاد السوفيتي واليابان وغيرها، وسيحل مكانها كيان آخر، قد يكون مخيفا، لعدم درايتنا ما يضمره بعدما يهيمن.
تمنينا نحن العرب، لو كنا فقط نطمح!!، بأن نكون من تلك الأقطاب، لأنه بمجرد أن نطمح سنكسر الحاجز الانهزامي الكبير الذي توارثناه منذ أكثر من 600 عام، فنعيد هيبتنا ونفوذنا كسالف عصرنا.