يواصل الكاتب المغربي عبدالقادر الإدريسي رصده للمشهد الثقافي والتاريخي والحضاري للمغرب العربي وللقضايا الرئيسة في عالمنا الإسلامي عبر أحدث إصداراته "أوراق البنفسج ـ في الانتماء الحضاري والبناء الثقافي الذي صدر أخيراً عن مطبعة النجاح الجديدة.

يتميز الإدريسي الذي عمل مديرا لصحيفة تحرير العلم المغربية، ويشغل الآن موقع مسؤول الإعلام بالمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الإيسيسكو)، وبحسب وصف الدكتور محمد عمارة له في تقديمه للكتاب بأنه صاحب عين لامة تجمع وأيضا تعكس خيوط الفكر والثقافة في عالم الإسلام.

أما الإدريسي نفسه فيقول في كتابه: إنني أتطلع إلى المستقبل ويحدوني الأمل ويغمرني شعور بالتفاؤل، وهو أمل يستند إلى استلهام من الماضي واستقراء للحاضر واستشراف للمستقبل، وتفاؤل ينبع من الإيمان بأن لله الخالق عز وجل حكمته البالغة ومشيئته الغالبة في هذه الحياة.

تجمع فصول الكتاب بين المواضيع التي تتناول قضايا مغربية في الفكر والثقافة واللغة والتاريخ والحضارة وبين المواضيع التي تتناول قضايا فكرية ثقافية وسياسية وتاريخية تنطلق من اهتمامات الإدريسي المتواصلة منذ أكثر من أربعة عقود بحاضر العالم الإسلامي ومستقبله، وبالحياة الفكرية والثقافية في العالم العربي خاصة. وبما يدور في الساحة الإعلامية بحكم المهنة، وبدافع قوي للتعرف على التطورات التي تعيشها المجتمعات العربية الإسلامية منذ الخمسينات من القرن الماضي وحتى هذه المرحلة.. وهي جميعها قضايا تشغله ويتابعها ويتعمق في فهمها، وفي تحليل تأثيراتها وانعكاساتها وتبعاتها، وما يترتب عليها من مشاكل أو ما ينتج عنها من أزمات تتطلب جهودا مشتركة للتغلب عليها أو للتخفيف من وطأتها أو للحد من مضاعفاتها.

وقد يلاحظ للوهلة الأولى أنه يتناول مواضيع شتى غير متجانسة أو غير متقاربة، ولكن بقليل من التأمل والتعمق في الفهم يدرك القارئ أن ما يجمع بين هذه الفصول من التجانس والتناغم والاشتراك في القيم والمعاني والأبعاد الفكرية أكثر مما يفرق بينها فليست العبرة بالعناوين وإنما بالمضامين.

وتنزع الأفكار الرئيسية التي تنظم فصول الكتاب نحو التفاؤل بالمستقبل والاعتبار بالتاريخ والانشغال بالواقع الحالي الذي تعيشه الشعوب العربية الإسلامية وبالمرحلة الراهنة التي يمر بها العالم.