انضم المئات من الليبيين لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في صلاة الجمعة بالعاصمة طرابلس أول من أمس حيث انهال الثناء عليه لدعمه الانتفاضة ضد القذافي. وأثنى رئيس الوزراء التركي الذي يروج لنموذج أنقرة في المزج بين الإسلام والديمقراطية في دول شمال إفريقيا، على الثورة الليبية مستشهدا بعمر المختار باعتباره رمزا للتحدي الوطني ومقاومة الاستعمار. وتحرك إردوغان بحرية بين المصلين بعد يوم من زيارة زعيمي فرنسا وبريطانيا طرابلس وسط إجراءات أمنية مشددة.

واصطف العديد من المصلين وهم يلوحون بعلم تركيا ذي اللونين الأحمر والأبيض على امتداد أكثرمن كيلومترخارج ميدان الشهداء. وقال مهندس الكمبيوتر عبدالسلام محمد بعد انتظاره لمدة ساعة في الطابورمع ابنه الصغير البالغ من العمر خمسة أعوام "تركيا ترددت في باديء الأمر في دعم الثورة ولكن بعدما رأت وجود دعم من الحشود الليبية وقفت إلى جانب الشعب الليبي".

وختم إردوغان بليبيا أسبوعا من جولات النصر الدبلوماسي قادتها فرنسا وبريطانيا اللتان تولت قواتهما المسلحة قيادة الضربات الجوية ضد قوات القذافي. وحظيت تركيا بشكر خاص من المعارضة الليبية عندما أرسلت سفينة حرستها طائرات حربية لإجلاء جرحى مدنيين من مدينة مصراتة المحاصرة في إبريل الماضي. وقد يكافيء حكام ليبيا الجدد تركيا على هذا الدعم بتوقيع عقود تجارية. وإعادة تفعيل العلاقات التجارية بين البلدين أمر ملح بالنسبة لتركيا التي لها تعاقدات في ليبيا تقدر قيمتها بما يصل إلى 15 ملياردولار وسارعت بتوفير مساعدة لقيادة المعارضة بنحو 300 مليون دولار قبل شهر رمضان. وحيا إردوغان المحتشدين في ميدان الشهداء بالعربية.

وأبلغ الزعيم التركي حشدا ضم الآلاف عقب انتهاء الصلاة "أقدّم التحية لأحفاد عمر المختار الأبطال الذين صنعوا التاريخ". ومنوها إلى أن الجمعة توافق الذكرى السنوية الثمانين لإعدام المستعمرين لعمر المختار ربط إردوغان بين انتفاضة ليبيا الحالية وبطلها الراحل ووصفهما بأنهما يمثلان كفاحا من أجل الله والبلاد. وقال إردوغان "أحيي من هنا في ميدان الشهداء الليبيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل دينهم وبلدهم وحريتهم". وقال أحد المصلين ويدعى عبدالرحمن حافظ "لم أجد كلماتٍ عندما قال ذلك. إنه إحساس تعجز الكلمات عن وصفه، ومهما كانت دوافعه أشكره على ذلك".