تشرئب الأعناق عادة تجاه مآثر الرجال.. وتكتسي الوجوه ببشائر الفرح، حين تشنف الأذان طربا لقيادات عسكرية ميدانية، وهي تبحر في ميدان العز والشرف والقوة والسؤدد.

في حرب الوديعة قبيل نحو خمسين عاما، حاولت جهات كثيرة قلب موازين الانتصار آنذاك، لصالح اليمن الجنوبي الذي دخل الحدود السعودية، وحاول احتلال عدة مراكز، ولأن التاريخ لا ينسى بطولات أولئك الأفذاذ، فقد سجل ملحمة فريدة كان بطلها اللواء منسي البقمي، الذي سبق الجيش السعودي بفرقة مساندة من رجال الحرس الوطني، واستطاع طرد المعتدين ورفع علم المملكة بشجاعة، أبهرت الجميع حين صاح برجاله بكلمته الشهيرة «الحرب يا عشاقة البنات»، وها هو التاريخ يعيد نفسه مع بطل من أبطال السعودية ورجال حربها الأشاوس حين انبرى الفريق الركن مطلق الأزيمع، في تحرك سريع بعد توجيه القيادة له، واستطاع خلال ساعات تفكيك وإحباط المخطط الإيراني لإثارة الشغب في مملكة البحرين الشقيقة، حتى أن الأعداء صدموا من التكتيك العسكري الذي اتخذه الفريق الأزيمع، ولم يتوقعوا سرعة حضوره بقوات درع الجزيرة.. وسبق ذلك مهامه اللوجيستية في حرب تحرير الكويت، كمساعد ركن الاستخبارات وأبدع في تحديد نقاط العدو وتلاعب في تكتيكاتهم.


عُيّن أثناءها مساعدا لقائد اللواء، ثم قائدا لمجموعة اللواء، وواصل الفريق مطلق الأزيمع مهاراته العسكرية وخططه، التي كانت محل تقدير حين استطاع أن يحرك الجيوش بخفة وسرعة بديهة، أبهرت قادة في جيوش أجنبية، فكان أن كُلف بقيادة القوات المشتركة في حرب اليمن.. وقد تحققت على يديه عدة انتصارات على الحوثيين المدعومين من إيران وأذنابها، وأصبح الجيش اليمني يقاتل مستندا على خطط الفريق الأزيمع، الذي وصل بهم إلى مراحل متقدمة من تطهير أرض بلادهم.

عرف عن الفريق مطلق الأزيمع الذي تخرج في كلية الملك عبدالعزيز الحربية تخصص مدرعات، ثم حصل على ماجستير علوم عسكرية من كلية القيادة والأركان، ثم على درجة زميل كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية، الانضباط العسكري والفكر القيادي القوي والشجاعة عند حمي الوطيس.

وفي الشأن العام، فإن أبا نايف أحد أبرز الشعراء المبدعين، وقد اجتمعت فيه خصال الفروسية والقيادة والشعر.

هؤلاء هم رجال السعودية وهؤلاء من يحق لنا أن نفاخر بهم.. رجال سلمان بن عبدالعزيز، أسود في ميادين الشرف، وأدباء في حياتهم العامة، يقدمون أرواحهم للدين ثم المليك والوطن.