طالب مجموعة من الأكاديميين والمختصين النظر بعين الاعتبار لفئة المصابين بمرض (التأتأة)، وعمل دراسة مستفيضة لهذه الفئة «المنسية» على حد قولهم، داعين في الوقت ذاته إلى إنشاء جمعية لرعايتهم ومساعدتهم لتجاوز حالتهم المرضية للاندماج بالمجتمع بعيدًا عن الآثار السلبية التي عادة ما تصيب هذه الفئة، من ضمنها الخجل والعزلة عن المجتمع والقلق والاضطراب النفسي، لدرجة قد تصل إلى أبعد من ذلك لمن يشكل هذا المرض هاجسًا حقيقيًا يطاردهم أينما توجهوا، ويواجههم أثناء مواجهتهم الأشخاص الأسوياء.

تسليط الضوء

جاء ذلك ضمن أحد برامج التواصل الاجتماعي، حيث خصص «نادي التطوع» موضوعًا بعنوان «نطق.. تخاطب.. تأتأة» والذي شهد حضورًا لافتًا من المشاركين سواء المصابين بالتأتأة أو ذويهم، إضافة إلى تميز النادي باستضافة شخصيات معنية أسهمت إلى حد كبير بتسليط الضوء على القضية.


جمعية مستقلة

وقالت المستشارة الأسرية، ومؤسسة نادي التطوع بالبرنامج الاجتماعي Clubhouse، منيفه الشمري «خصصنا موضوعنا لكل من يعانون من مشاكل في النطق والتخاطب لإيجاد طرق فعالة لدعمهم سواء من الأندية أو الجمعيات أو المبادرات الشخصية، وبفضل من الله شهد الموضوع كثافة من المتابعين، والذين أجمعوا على أهمية الاهتمام بهذه الفئة، وخرجوا بحزمة توصيات لعل من أبرزها المطالبة بإنشاء جمعية مستقلة لتبنيهم، إضافة إلى إيجاد أخصائي صحي بالمدارس الابتدائية لتعليم المصابين بمرض التأتأة كيفية تجاوز هذه المشكلة التي تؤرق أصحابها، خاصة في ظل محاولات الأسر والتي لا تتعدى جانب الاجتهادات الشخصية غير المبنية على دراسة علمية أو نصائح إرشادية من قبل المختصين الذين يندر وجودهم نظرًا لحداثة التخصص في الصروح التعليمية والتي تخرج مختصين بهذه الحالات».

تكاليف العلاج

وأضافت الشمري أنه من ضمن الأمور التي تؤرق ذوي المرضى هي ارتفاع تكاليف العلاج بالمراكز الأهلية وقلة المراكز غير الأهلية على مستوى المناطق، وأشارت إلى أن النقاش تناول عددًا من طرق المساعدة بالعلاج من ضمنها القراءة بصوت عالٍ، والتركيز وإعادة الأحرف التي تجعل المريض يتأتئ عند قراءتها، وكذلك تعزيز الثقة بنفس المرضى، وتشجيعهم ومواجهتم وإشعارهم بأن مرضهم ما هو إلا مشكلة بسيطة وعابرة، لها حلول متى ما أراد الشخص التغلب على مرضه، وغير ذلك من العوامل النفسية التي يتعين على أسرة «المتأتئ» بثها في أنفس أبنائهم، ونوهت بأنه لا توجد إحصائية توضح عدد المصابين بهذا المرض بالمملكة، ولكن الإحصائيات العالمية ذكرت في تقارير رسمية أن التلعثم يصيب نحو 1% من البالغين حول العالم بإجمالي 70 مليون شخص، ويقدر عدد الرجال الذين يتلعثمون بنحو 4 أضعاف عدد النساء المتلعثمات تقريبًا.