الجواب هو ما تراه لا ما تقرؤه.
مؤخرا وعبر سناب شات نلاحظ أن بعض الشباب (تشابهت) صورهم مع المرأة إلى حد خطير جدا، وأصبحت المنافسة جلية على ارتياد صالونات ومراكز التجميل واستخدام منتجاتها.
وأصبح الشاب يقضي وقتا ليس بالقصير أمام المرآة، يستأصل كل سواد يمكن أن يعكر بياض وجهه، يلبس الضيق والمتدلّي والملون، ويضع أنواع العطور والدهن؛ يطوّق رقبته بسلسلة ومعصمه بإسورة، ويجعل في إحدى أذنيه قرطا وفي الأخرى سمّاعة تحافظ على رقة مشاعره ورهافة أحاسيسه، ثمّ يخرج متمايلا وإذا تكلّم تكسر في كلامه ومطّط شفتيه وحرّك عينيه وحاجبيه، وإذا ضحك ارتفع ضحكه عاليا؛ لا تسمع له حديثا إلا في سفاسف الأمور، ولا تعرف له هما إلا ما تعلّق بأخبار نجوم الرياضة والفن.
هذا الواقع حصادٌ مرّ لبرامج التواصل الاجتماعي الحديثة التي نقلت الشباب من ميادين الجدية والعمل إلى ميادين الشهرة الزائفة والاستهبال، وأنستهم قدواتهم من الصحابة الفاتحين والأئمة المرضيين، وصنعت لهم قدوات جديدة من شواذّ الفنانين والممثلين والرياضيين، وأغرتهم بكسر الحدود والحواجز المادية والمعنوية بين الرجال والنساء، ودعتهم إلى إلغاء الفوارق بين الجنسين في اللباس والعادات.
على الجانب المقابل اختفت الأنوثة، ولم يعد هناك معنى لها فأصبحت الفتاة رجلا والرجل فتاة، أصبحت الفتاة تميل إلى أن تتصف بالرجولة، مع أن الأنثى يجب أن تكون هادئة وناعمة لطيفة وتدع الشدة والقسوة والقوة للرجل.
إنّنا لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه لو تنبّهنا لذلك أولا بأول، لم نكن لننحدر إلى هذا الدّرك الذي هوينا إليه لو اعتصمنا بديننا وهويتنا التاريخية.
العرب كانوا يرسلون أبناءهم إلى البادية لتعلم الشجاعة والفصاحة والفروسية وقوة التحمل، كي يلتزموا بالأخلاق والعادات والتقاليد وتكون أجسادهم صحية وقوية، وقد كان الكثير من الأبناء يذهبون سابقا مع آبائهم إلى البر أو البحر لتعلم حياة وحرف أهلهم وأجدادهم. أعرف لا طائل من البكاء على اللبن المسكوب لكن الالتزام بالآداب العامة واجب.
الاستهجان المجتمعي لا يكفي لردع هذه الآفة بل أن تكون الجهات المعنية والقوانين لهؤلاء «الناعمين» بالمرصاد حتى يعودوا لرشدهم وصوابهم.