حيازات خاصة
وبحسب إحصائيات عام 2020 الصادرة من المركز الوطني للنخيل والتمور في المملكة العربية السعودية وصل عدد النخيل إلى 31 مليون نخلة تنتج (1.500.000) مليون وخمسمائة ألف طن من التمور سنوياً، وتصنف المملكة في المرتبة الثانية عالمياً بالنسبة لإنتاج التمور، ويصل عدد الحيازات الزراعية الخاصة بالنخيل 123 ألف حيازة زراعية، ووصلت صادرات المملكة من التمور في عام 2020 إلى 107 دول منها أمريكا الشمالية، وفرنسا، وبعض دول أوروبا وآسيا، حيث زادت كمية الصادرات بنسبة 17% وصولاً إلى 215 ألف طن، كما زادت قيمة الصادرات لعام 2020 بنسبة 7.1% بقيمة إجمالية قدرها 927 مليون ريال، وهذه المستهدفات تحقق هدفاً من أهداف رؤية المملكة المباركة 2030.
ركيزة أساسية
ويعتبر القطاع الزراعي ركيزة أساسية للأمن الغذائي واستقرار أسعار المنتجات الغذائية وتوفير فرص العمل في القطاع الزراعي وفي الصناعات الزراعية المرتبطة به فضلاً عن تقليل الواردات ورفع مستوى الدخل وبالتالي تحسين مستوى المعيشة، ويعد التكامل الزراعي والصناعي القائم على الصلة الوثيقة بين القطاعين من أهم عوامل تحقيق التنمية الاقتصادية بالمملكة، وقد شهد هذا القطاع تطورات ملموسة مع تنفيذ برامج رؤية المملكة.
مقومات متنوعة
وفي منطقة القصيم التي تعتبر سلة غذاء المملكة وساعدت في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد من خلال ما تنتجه مزارع المنطقة من خضروات وفواكه وقمح ودواجن وبيض وغيرها من المنتجات الغذائية المتنوعة التي يتم تسويقها في الأسواق المحلية المنتشرة في المملكة إضافة إلى تسويقها في الأسواق الإقليمية والدولية، فمنطقة القصيم ومحافظاتها تمتلك مقومات زراعية متنوعة وعوامل رئيسة تمثلت في خصوبة التربة والمناخ المناسب للزراعة الذي أسهم في إنتاج العديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية.
وتعتبر منطقة القصيم وبحق سلة غذاء المملكة إذ تحتضن الآلاف من المزارع وتحوي العديد من المحاصيل والمنتجات الزراعية، كالخضروات بأنواعها والفواكه المتعددة ومزارع النخيل التي تنتج أجود أنواع التمور بأنواعه السكري، والصقعي، والمجدول، والخلاص، والبرحي، والونانة وغيرها.
جودة عالية
ومن ضمن المشروعات الزراعية التي أسهمت بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي بمنطقة القصيم مشروع الباطن الزراعي التابع لإدارة أوقاف الشيخ صالح عبدالعزيز الراجحي أكبر المشاريع الزراعية لنخيل التمور عالميا نظرا لاتساع مساحته التي تبلغ 5466 هكتارا، ويقع في جنوب شرقي مدينة بريدة بمنطقة القصيم، ولأنه يضم 200 ألف نخلة وما يزيد على 42 صنفاً من أصناف النخيل، فقد حصل مشروع الباطن الزراعي على شهادة موسوعة جينيس باعتباره أكبر مشروع نخيل تمر على مستوى العالم، كما نال المشروع العديد من الشهادات والجوائز المحلية والعالمية، وتحققت إنجازات متميزة في زيادة كميات التمور وجودتها إضافة لإنتاج الفسائل ذات الجودة العالية.
عقارات ومزارع
وفي هذا السياق قال الأمين العام لإدارة الأوقاف عبدالسلام بن صالح الراجحي، إن الواقف الوالد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي- رحمه الله- استشعر الأهمية البالغة للأوقاف الخيرية وما كانت تقدمه للأمة الإسلامية عبر عصورها المختلفة، فاتجه- رحمه الله- إلى وقف عقارات ومزارع جعل عوائدها في مصارف خيرية متنوعة، وأنشأ في عام 1417 الموافق عام 1996 مؤسسة خيرية لتدير هذه الأوقاف (باسم إدارة أوقاف صالح عبدالعزيز الراجحي)، وإن من أبرز ما يميز أوقاف والدنا الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز الراجحي- رحمه الله- ضخامة أصولها، ومواقعها المُميزة، حيث سعى الوالد إلى وقف أهم صروحه الاقتصادية، والتي كانت في أهم المواقع الاستراتيجية في كل من: الرياض، ومكة، وجدة، والقصيم، كما امتازت وثائق هذا الوقف بإحكام الصياغة حتى أصبحت أساساً لكثير من الأوقاف التي جاءت بعده، لتجار اقتدوا بالوالد وساروا على نهجه.
مسؤولية كبيرة
وأضاف عبدالسلام بن صالح الراجحي: لقد كان في مقدمة أوقاف والدنا الشيخ صالح الراجحي- رحمه الله- مزارعه الكبرى، التي تتكون من 3 مشروعات، هي: مشروع الباطن في مدينة بريدة بمنطقة القصيم استشعاراً منه- رحمه الله- بأهمية النخيل في الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والحفاظ على هوية المجتمع، وقد سُجل كأكبر مشروع نخيل تمر على مستوى العالم بحسب موسوعة جينيس للمعلومات العامة والأرقام القياسية في مايو 2005، ومشروع ضرماء في محافظة ضرماء بمنطقة الرياض، ومشروع الحائر وتوفيق في مركز الحائر بمنطقة الرياض، وتهتم هذه المزارع بزراعة النخيل وإنتاج التمور، ونظرا لضخامة المشروعات الزراعية فقد ترتب على ذلك مسؤولية كبيرة استدعت استحداث إدارة للقطاع الزراعي تابعة لإدارة الأوقاف لتنهض بتلك المسؤولية من خلال تطوير كوادرها الإدارية والفنية والهندسية، وهذه الإدارة اتخذت من مشروع الباطن بمنطقة القصيم مقرا دائما لها.
مزيج متكامل
وقال الأمين العام لإدارة الأوقاف: في فترة قصيرة أصبحت إدارة القطاع الزراعي واحدة من أهم المؤسسات الزراعية الكبرى والرائدة في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور ذات الجودة العالية على المستوى المحلي والعالمي، واستند القطاع الزراعي إلى استراتيجيات تتكون من مزيج متكامل من الخطط والبرامج الإدارية للوصول لرؤية إدارة الأوقاف وتحقيق رسالتها وأهدافها وإرضاء عملائها والمستفيدين منها.
وقد تحققت إنجازات متميزة من زيادة كميات التمور وجودتها إضافة لإنتاج الفسائل ذات الجودة العالية، وكذلك الإنجازات العلمية والعملية والفنية، ومنها الحصول على شهادة الزراعة العضوية من هيئة الاعتماد للتنمية المستدامة (الإيكوسيرت) بفرنسا وجائزة الأمير فيصل بن مشعل للنخيل على مستوى المزارع النموذجية بمنطقة القصيم، وكذلك الحصول على جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، كما حصلت على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة (الجلوبال جاب)، إضافة للشهادة السعودية للممارسات الزراعية الجيدة (سعودي جاب)، كذلك الحصول على الشهادة المتخصصة في نظام إدارة الجودة عام 2014 م، إضافة إلى الشـهادة المتخصصة بنظام إدارة السلامة الغذائية عام 2014، إضافة إلى ذلك تم الحصول على عدة إفادات متنوعة تفيد بخلو منتجات مشروعات القطاع الزراعي (التمور) من متبقيات المبيدات.
أوراق علمية
وأوضح عبدالسلام بن صالح الراجحي، أنه في المجال العلمي أصدر القطاع الزراعي كتاباً بعنوان «زراعة وإدارة مشاريع النخيل» عام 2008، وكتابا آخر بعنوان «الزراعية العضوية للنخيل» عام 2014، وكتابا بعنوان «المنتجات الثانوية للنخيل... أنواعها وأهميتها الاقتصادية» عام 2015، وكذلك تم تقديم 46 ورقة علمية ومحاضرة شارك بها القطاع الزراعي في مؤتمرات وندوات علمية داخل وخارج المملكة خلال السنوات الماضية، كل ذلك يعكس سير العمل في إدارة القطاع الزراعي وفق برامج ودراسات علمية وفنية على أعلى مستوى، ولله الحمد.
ومن الإسهامات الرائدة لإدارة الأوقاف في المجالات الاجتماعية «برنامج الأسر المنتجة» الذي انطلق من مبدأ تمكين الأسر المنتجة، وصقل قدراتها، وتحفيز مواهبها، واستثمار طاقاتها، وتشجيعها على الاستثمار في المشروعات الصغيرة الذي يعد من أهم مبادئ التنمية المستدامة، وتشكل مشروعات الأسر المنتجة أحد محاور هذا الاستثمار، والقادرة على تأمين الفرص المناسبة لزيادة دخل الأسرة والمساهمة في تنمية المجتمع، والتي تحتاج إلى تهيئة مجالات نجاحها ونموها من كافة مؤسسات الدولة والمؤسسات الأهلية ومؤسسات القطاع الخاص، من خلال إيجاد وتوفير مصادر التمويل المناسب وتسهيل تسويق المنتج الأسري، وتذليل العقبات التي تعترض سبيله.
وفي عام 1429 الموافق 2008 تم اعتماد برنامج للأسر المنتجة بإدارة الأوقاف وتم إنشاء مبنى ليكون مقرا لبرنامج الأسر المنتجة بمشروع الباطن بإدارة الأوقاف وافتتح بتاريخ 16/ 10/ 1429 الموافق 17/ 10/ 2008، حيث يعمل بهذا البرنامج ما يزيد على 125 سيدة من بينهن 25 سيدة من ذوات الهمم يقمن بنزع النوى وفرز وتدريج وتنظيف وتعبئة التمور وتغليفها في خطوة جادة أكسبتهن المهارات العملية المهنية والحرفية، وذلك بالتعاون مع الجمعيات الخيرية بمنطقة القصيم. حيث يتم التعاون والتنسيق في هذا البرنامج لتوظيف العاملات من النساء ضمن الأسر المحتاجة المسجلة رسميا في إحدى الجمعيات الخيرية التابعة لفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في مدينة بريدة أو المحافظات الأخرى القريبة من مشروع الباطن بمنطقة القصيم.
دعم كبير
أضاف الأمين العام لإدارة الأوقاف: ولأن رؤية المملكة 2030 تعتبر بمثابة محفز ودافع لإدارة أوقاف الشيخ صالح عبدالعزيز الراجحي، وبخاصة في ظل قادة يقدرون ما يقدم من إنجازات وإسهامات، الأمر الذي دفع إدارة الأوقاف لتستكمل مسيرتها التنموية على صعيدها الخيري والزراعي والعقاري والسياحي والاستثماري.
وختاما، وجه الراجحي حديثه بالشكر والعرفان لقيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على الدعم الكبير والتسهيلات الكبيرة المقدمة للقطاع الزراعي بشكل عام وقطاع التمور والنخيل بشكل خاص، كما قدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز، على الدعم اللامحدود الذي تجده الشركات والمؤسسات والمزارعون بهذا الخصوص، داعيا المولى، العلي القدير، أن يديم على بلادنا عزها ورخاءها وأمنها واستقرارها، سائلا المولى، عز وجل، أن يجعل الأعمال الخيرية التي تقوم بها إدارة الأوقاف في ميزان حسنات الواقف الوالد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي، رحمه الله، وذريته وجميع العاملين في إدارة الأوقاف.
إحصائيات 2020
31 مليون نخلة
1.500.000 طن من التمور سنويا
123 ألف حيازة زراعية
107 دول تصلها صادرات التمور
17% زيادة كمية الصادرات
215 ألف طن
927 مليون ريال