لكن أن يتداعى له مراهقو العالم، وكثير منهم من بلداننا العربية، ليطالبوا بتخفيف العقوبة الصادرة بحقه، فقط لأجل وسامته، ويتناسون معتقلين أبرياء يرزحون في سجون أمريكا منذ سنوات طويلة، وفي قضايا ظالمة، فإن هذا من أعجب العُجاب.
والأعجب من ذلك، أن القضاء الأمريكي أبدى مرونةً وتجاوبا مع تلك الحملات، رغم أن الضرر واقع، والقتل حاصل، وموت أم شابة في نفس عمر كاميرون هيرين، مع طفلتها ذات العام الواحد، لم يُعَد جريمةً كبرى في نظر القضاء الأمريكي، والمتعاطفين مع هذا الشاب المتهور، بينما تم إنهاء مستقبل آخرين، في قضايا ملفقة، وغير ثابتٍ فيها بشكلٍ قطعي حدوث ضررٍ يصل للقتل، أو يقارب له، وكلها ليست أكثر من هوسٍ أمريكي بما يسمى العنف والإرهاب، الذي يمارسونه أشكالًا وألوانًا في شتى بقاع الأرض، بذريعة مكافحة الإرهاب.
نقف أيضًا لنتساءل:
هل أصبح المراهقون قادةً للعالم، يغيرون القوانين، وينصرون الظالم، ويعملون على إشهار التافهين والفارغين، في ظل العولمة، واستباحة وسائل التواصل الاجتماعي حياة الناس في كل مكان؟!
كيف خَفَت صوت أصحاب الحق، والمثقفون، وأهل العلم والرأي الراجح، حتى لم يعد صوتهم مسموعًا ولا مؤثرًا ؟!
هل المراهقون سيقودون العالم، ويغيرون القوانين، ويسنون الأحكام بناءً على أذواقهم وأمزجتهم؟!
وعليه فهذا سيسمح بقتله لأنه فقير أو أسود أو غير وسيم، وهذا سيتم التغاضي عن جرائمه أو أخطائه الفادحة لأنه وسيمٌ، أو مشهورٌ، أو غني.
صحيح أن اختلال معايير العدالة موجود منذ القدم، لكن على الأقل لم يكن المسؤول عنها حفنةٌ أو حتى جحافل من المراهقين.
أتساءل إلى أين العالم ذاهب، بعد كل هذا؟
وصدق القائل:
«عش رجبًا، ترى عجبًا».